رواية جديدة بقلم زينب سمير
قائلا
حاضر ياست البنات
ابتسمت لكلماته مجيبه
بحب اوووي الكلمة دي منك
وارسلت له قبله في الهواء ذلك الرجل الذي تعتبره كأب ثاني حتي والدها يستشيره احيانا في بعض الأمور من كثره تقاربهم وطيبته
ثم ذهبت نحو الباب وهي تتجهز لتتلقي وابل من النصائح والشتائم معا
وما أن دخلت للقصر واتجهت نحو غرفة المعيشة ولمحتها والدتها السيدة فيروز أحد سيدات المجتمع الراقي ورغم هذا تعتبر ست بيت درجة اولي وحقا فريدة مستغربة من أن والدتها استطاعت أن تبقي الاثنان معا فهي لا تترك حفلة ولا تترك أي شئ أو اي جديد في حياه ابناءها يفوتها
فري حبيبة مامي اخيرا جيتي
فريدة بتوجس
مامي انا مش مطمنالك
فيروز ضاحكة
لية يعني في أية وبعدين ما دام خاېفة يبقي عاملة مصېبة أو کاړثة كمان
فريدة بلامبالاة وهي تشير بيدها بلا
لا والله معملتش حاجة خاالص
جاء صوت والدها الغاضب من الخلف وهو يدخل أيضا للغرفة ويبدو أنه اتي في تلك اللحظة
والله اومال مين دي اللي كسفتني قدام كل الناس اللي هناك دي
عملت ايه بإحسان
حسان بغيظ
الهانم هي وماشيه بتقولهم هتوحشوني والله
فريدة
الله يابابي دي مشاعر فياضه مني وحبيت اعبر عنها ليهم
حسان وهو يحرك يده علي وجهه محاولا التحكم في عصبيته من ردودها
وراحة تعبري عن حبك في وجود الشيطان يافريدة الشيطان مرة واحدة
خرجت شهقة مرتفعة من فيروز وهي تضع يدها علي فمها بينما قالت فريدة بتعجب أشد
حسان موضحا
يابنتي افهمي بلال بية مش اي حد
فريدة باستهزاء
فهمني ازاي مش اي حد
حسان
يعني لو البلد كل اقتصادها عبارة عن عشرين مليار
هو هيكون ملكه النص أو التلت هو مالك معظم المشاريع اللي بتعملها الدولة انتي مش فاهمة أنه بنظره أو بإشارة يقدر ينسف اي حد أو حتي يدمر اقتصاد بلد اسم بلال پيترعب منه الاجانب قبلنا سكوته دا اكبر عڈاب للشخص اللي قدامه انتي فعلا مش فاهمة يعني أية شيطان يافريدة لان اللقب دا قليل اووي عليه لما يغضب من حد
وكلمتي دي هتاثر قوي عليه
حسان
طبعا تأثر كفاية انك اتكلمتي وهو بيتكلم وكمان حاجة ازاي اصلا مخلتيش السكرتيرة هي اللي تيجي تبلغني بوجودك
فريدة بضحكة غباء
اصلي مشفتهاش
حسان
خلاص دا مش موضوعنا مادام عدي علي خير الحمد لله المهم مقررتيش تنزلي تشتغلي
فريدة بتأفف
لا يادادي مش ليا مزاج
هتفت فيروز متعجبة من حديث ابنتها
فريدة بلمعة غموض خفيفة
انا بحب اني اكون كدا يامامي محدش يفهمني خالص
حسان هاتفا فجأة
اية رأيك تشتغلي مع الشيطان او بمعني اصح عنده
هي هتكون تجربة شيقة لكن sorry dad انا مش عايزة اشتغل Now
فيروز
طيب اطلعي خدي شور بسرعة وانت كمان ياحسان قبل ما يوصل فارس علشان ناكل
فريدة
اوك تشاو مؤقت
وتركتهم وذهبت
هتف حسان بقلق
انا مبقتش فاهم فريدة خالص يافيروز الاول كانت شفافة لكن دلوقتي لا حالة غموض سيطرت عليها جامد
فيروز بهدوء
مفيش داعي للخوف دا ياحسان انا عارفة كويس حبك لفريدة وتعلقك بيها وخۏفك عليها لكن متخفش بنتك قوية ومفيش جديد ظهر عليها فريدة زي ما هي
حسان
انتي شايفه كدا
مفيش غير كدا اصلا
لكنها همست بداخلها في سر انتي شيلاه جواكي يافريدة ومخبياه عننا وانا لازم أعرفه كفايه اختفائك طول الليل وانشغالك عننا
بالطابق العلوي
بنفس ذات الوقت كانت تقف هي في شرفتها تنظر لحديقه القصر بشرود ولمحة تحدي غريبة واصرار يظهر في عيونها وهدوء يسيطر علي المكان حولها كأنها لا تسمع لاي شئ خلفها أو امامها والبرود يغلف ملامح وجهها برود سقيعي كأنها تعترف أن حياتها بلا فائدة أن ضاعت وسط تلك الكوارث التي تفعلها أو تجهز لها دون معرفة أحد من اهلها
تنهدت بعمق وهي تقول
قرب يحصل اللي انا عايزاه ووقتها هيعرفوا اني بعمل ويشتغل في حاجة اقوي من اني اشتغل مع الشيطان دا علي الأقل دي مفيدة ليا انا مفيدة بدرجة مخلياني دايما حاسه
اني في امان
قالت اخر كلماتها وهي تنظر للحديقة النظرة الأخيرة قبل أن تتجه نحو غرفة ملابسها لتخرج ثياب لها ثم تتجه للباب المجاور لتأخذ حمام بارد لعله يهدي من أفكارها الثائرة دوما
وصلت السيارة أمام قصره الذي يقبع في مكان نائي بعيد عن البشر قليلا يشبه قصر الرئيس ولكنه افخم ولا أحد يستطيع أن يقول غير ذلك
تصميمه الذي صممه اشهر مهندسي الديكور والالوان المتناسقة وكل شى به يخطف الانظار فكل جزء به تم الاهتمام به وكأنه الجزء الوحيد الذي سيمكث به هو
وبسبب ذلك الاهتمام والتفاني في العمل خرج قصر شاهق مرعب من شكله كصاحبه فشكله الخارجي يدعوك للدخول به بكل سرور ولكن هناك تجد عكس ذلك تماما بالداخل تجد هدوء مخيف وبرود يسيطر عليه تشعر وكأن لا حياه فيه
هناك لا تستطيع حتي أن تهمس بأي كلمه سوي بأمره فأحذر هو يكره الثرثرة والحديث دون فائدة
دخل للقصر سريعا بعد أن فتحت أبواب القصر الداخلية إلكترونيا وصعد درجات السلم الكثيرة وهو يتحدث بهاتفه بكلمات مقتضبة يلقي بها أوامر علي أحد الأشخاص ثم أشار بيده للخلف ليتقدم حارس هاتفا بخنوع
تأمر بحاجة يابيه
هتف وهو يصعد
خليهم يجهزوا طيارة خاصة هنسافر اسبانيا كمان ساعة
صمت ثواني ثم اكمل
ونرجع بالكتير بكره جهزلي الموضوع بسرعة علشان مفيش وقت
الحارس
خلال ساعة كل حاجة هتكون جاهزة يابية
اشار برأسه ب اوك عده مرات بلامبالاة وصعد للأعلي
في جناحه
كان عبارة عن غرفة نوم ذو مساحة كبيرة يتميز اثاثها باللون الرمادي الغامق ممزوج بالازرق وكان عباره عن فراش دائري الشكل ويوجد أمام الفراش مقعد مسطح بينما علي أحد الجوانب يوجد مقعدين متقابلين أحدهم بالازرق والآخر بالرمادي وطاولة تفصل بينهم وعلي جانب آخر يوجد مقعد اسود به بعض النقوش الذهبية من الذهب الحقيقي
يشرف منه علي الفراش والمكان عموما وكان هذا مكانه المفضل
بينما بجوار المقعدين يوجد حامل للكتب دائري الشكل عبارة عن ارفف وجدت عليه كل انواع الكتب وكان يوجد باب لغرفة الملابس واخر خاص للحمام بينما يوجد غرفة اخري بالجناح يوجد بها مكتب و أريكة للراحة وجهاز لصنع القهوة وثلاجة صغيرة تشبه الثلاجة التي توجد بالغرفة المجاورة والتي ما كنت الا غرفة مطبخ صغير فقط يوجد به بعض الأطعمة الجاهزة والمقرمشات وعصائر ويتوسط كل تلك الغرف صالة وجد بها انترية صغير كان باللونين الرمادي والأزرق أيضا فكان كأنه منزل منعزل عن القصر
كان هو قد خرج بعد أن أخذ حمام سريع وتوجه لغرفة الملابس ليرتدي بعد دقائق قليلة بنطال اسود اللون وقميص بنفس اللون وساعة ويضع من عطره الفخم ويرتدي حذاء باللون الاسود به لون زيتي غامق يشبه الجاكت الذي امسكه بطرف إصبعه واسنده علي كتفه من الخلف ثم أمسك هاتفه وهبط للأسفل لينهي بعض الأعمال سريعا والأوراق قبل أن يذهب باتجاة المطار والذي منه سيغادر أرض مصر متجها لأسبانيا
في منزل حسان ابو عوف
تجمعت أفراد الأسرة حول طاولة الطعام حيث جلس الاب علي المقعد الذي يرأس الطاولة وبجواره من جهه اليمين زوجته مجاورا لها فريدة وعلي يساره جلس فارس الذي يبلغ من العمر السادس عشر عاما
هتف حسان وهو ينظر لفارس
اخبار الدراسة معاك أية يافارس
اجابه بهدوء وهو يترك الطعام الذي بيده
كويسة يابابا بس الحقيقة أنا عايز حضرتك في موضوع بخصوص المدرسة
حسان بأنتباة
خير في حد بيضايقك فيها
فارس بنفي
لا مش كدا
فيروز
اومال في ايه ياحبيبي
فارس
انا عايز اسيبها
هتف حسان بتعجب
تسيبها ! اوك يعني تقصد في مدرسة غيرها عايز تروحها
فارس
اهاا
فيروز
مدرسة أية دي ياحبيبي وخاصة ولا لغات ولا اي الحال ومستواها التعليمي حلو يعني هتستفاد ولا
فارس بصوت قاطع
انا عايز اروح مدرسة حكومي
حسان
اية !! انت عارف انت بتقول أية انت مش هتعرف تتأقلم علي الوضع
فارس
بابا معلش احترم رغبتي وانقل لي الورق هناك
تطلع حسان لفيروز بحيرة قاطعتها هي قائلة
بص ياحبيبي احنا مش معترضين نهائي علي المدرسة انا وبباك اتخرجنا من المدارس دي واي حد من الوسط دا هتلاقي أهله كدا لكن احنا نقصد علشان انت متعود علي اصدقائك ونظام معين وهدوء وكدا دا مش هتلاقيه هناك اعتقد
فارس
ماما انا عارف دا كله ومصر اني اروح هناك
هتف حسان بهدوء
طيب تكمل السنه دي في مدرستك وبعدين نحولك
فارس برفض شديد
لا طبعا احنا لسة في بداية السنة يابابا حرام اكمل دا كله في المدرسة دا غير أن المنهج لسة في أوله ومحدش امتحن اي امتحانات نهائي
حسان
خلاص هشوف الموضوع دا وهرد عليك بكره بس انت في مدرسة معينة عايز تروحها ولا اقدملك في اي واحدة
فارس
لا انا معنديش فكرة قدملي حضرتك في اي مدرسة
قالت فريدة اخيرا متدخله في ذلك الحوار
والله ياواد يافارس انت دماغ كنت ھموت واعمل زيك كدا لكن علشان مسبش أميرة وسالي وريما قعدت
فارس بابتسامة مرحة
معندكيش شخصية
رمقته بقرف ولم ترد
بينما هو كان سعيد بشدة فأخيراا سيذهب للطبقة المتوسطة والفقيرة فهو يريد أن يتعامل معهم يريد أن يري معاناتهم تلك فربما يستطيع يوما ما أن يساعدهم
في احد المطاعم
كانت تجلس علي طاولة تجمعها مع اصدقائها أمام الكافي في الهواء الطلق والجو كان رائع مع بعض نسمات الهواء التي تهب من حين لأخر كانت تنتظر أن يأتي النادل بطلبها وهي تتأفف فقد جاعت لدرجة لا تستطيع أن تتحملها
هتفت ريما ضاحكة عليها
فريدة مش فريدة وهي جعانة
فريدة بغيظ
وريما مش هتبقي ريما لو فضلت تستظرف علي اهلي كتير
هتفت أميرة وهي تنظر حولها بترقب
بنات الجو مش مطمن خالص
فريدة بتعجب
ازاي يعني ! ما كل حاجة حلوة اهي وزي الفل
أميرة
يابنتي اقصد الناس اللي قاعدة جنبنا دي
وأشارت للطاولة المجاورة ويجلس عليها مجموعة من الشباب
سالي متدخله
مالهم يعني الناس دي
تنهدت أميرة قائلة
بيبصوا لفريدة بطريقة غريبة اووي و بتركيز عجيب خاصة ابو عيون بني دي
ريما مؤيدة حديثها
تصدقي معاكي حق
فريدة بلامبالاة
سيبكوا منهم يابنات
وهي تهز رأسها علامه اللامبالاة لمحت ذلك التي تقصده أميرة لتضيق عيونها محاولة أن تتذكر فلاحظتها ريما