الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم ياسمين رجب

انت في الصفحة 26 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز

انصرفت إلى وجهتها و لكن ليس كالسابق فاليوم تشعر بها ممزق هاش لا يقوي على الحياة ظلت تتجول بالطرقات وفي داخلها نيران وتحدث
نفسها وهي تسير ربما ها يرتاح قليلا انت بقيت مرضي ي چنوني مفيش مفر منك إنت مش بتتنسي إنت ورايا ورايا ف كل حته ف دماغي دايما وعاملي دوشة صوتك مبيبطلش زن ف وداني إنت مش سايب تفكيري مش سايب ي.
انت كل حاجه ليا 
شعرت بالدوار قليلا و بدأت الرؤيه امامها غير واضحة خانتها ساقيها وسقطت بين ذاك الشاب الذي ترجل من سيارته للتو وقال بهدوء ممزوج بالخۏف
يا انسة انتي بخير سمعاني
لم يجد منها جواب حملها وسار بها صوب سيارته و وضعها بهدوء وهو ي إلى ملامحها الهادئة التي طغي عليها الرقة رغم شحوب وجهها إليها بإعجاب و ابتسامة ثم انتبه على وضعه فأغلق الباب و اتجه بدوره إلى مكان السائق
بينما كان الاخر ينهي عمله وعزم امره على ان يفض هذا الخصام دموعها بالامس مزقت ه فلن يسمح لانفسه ان يكون سبب لحزنها
الحلقة الحادية والعشرين
كان يتابعها وهي تتململ في المرضى من هي من تكون هذه الجميلة ذات الوجه الملائكي راقبها كيف تفتح اها ببطئ و ظهرت على ملامحها الخۏف و الدهشة
قالت بقلق وهي ت في ارجاء الغرفة
انا فين!!
قال بهدوء 
انتي في اتى يا انسة
ت إليه بشك وقالت
انت مين!!!
ابتسم بهدوء ومد ه يصافحها
انا معتز مهندس معماري و شريك في شركة الشروق للمعمار
قالت بهدوء بعدما علمت هويته اذا هذا مديرها الجد الذي لم تلتقي به فمنذ ان عملت بالشركة و قد اخبروها انه في باريس
تشرفت بحضرتك 
قالتها مرام بهدوء وهي تمد ها اليه واكملت حديثها
مرام سالم ابقي سكرتيرة حضرتك 
معتز بأستفهام!!!! 
سكرتيرتي ازاى!!!!
مرام بثقة
انا اشتغلت في الشركة من فترة قصيرة و حصرتك كنت مسافر استاذ حسين رئيس مجلس الادارة هو الي شرحلي كده
ابتسم بسعادة حتى ارتسمت على ثغره غمازاته وقال
اهلا بيكي وسطنا الشركة هتنور بيكي
ردت له الابتسامة ثم ت حولها تبحث عن الطبيب وقالت
هو انا هخرج امتي 
معتز بهدوء
اول ما الدكتور يجي هتخرجي
وصل امام مقر عملها وهو ي إلى البناء بقلق فقد بدأ الموظفين بالخروج وهي لم تخرج بعد ظل ينتظرها إلى ان خرج كل الموظفين وهي مازالت لم تظهر تملكه الخۏف والقلق حتي هاتفها مغلق عقله كاد أن يجن ماذا حدث تري لم تأتي اليوم هل حدث مكروه تنهد بثقل وانطلق مسرعا إلى المنزل ربما لم تأتي إلى العمل بسبب ما حدث معها باليومين الماضيين كان كالمچنون عقله توقف عن التفكير فقط يتوعد لاي شخص يمكن ان يمسها بمكروه
خرجت من المي بعدما اخبرها الطبيب بأنها بخير وسمح لها بالخروج ولكن هناك من اصر ان يوصلها بسيارته إلى منزلها حتى يطمئن عليها
ترجلت من سيارته امام منزلها وهي تتمتم
مرسي ليك يا بشمهندس تعبتك معايا
ترجل هو الاخر من سيارته وقال 
مفيش داعي للشكر ده واجبي ثم انك سكرتيرتي ولازم اخلي بالي من صحتك علشان شغلي يستمر
أبتسمت بهدوء وقالت
كنت اتمني اقولك اتفضل بس للاسف مفيش غيري في البيت
قال بمرح
خلاص ليا عندك فنجان قهوة بكرا ان شاءالله ماشى
ابتسمت وقالت برقتها المعهودة
ان شاءالله بعد اذنك
انطلقت إلى المنزل وهي تسير ببطئ بسبب الدوار الذي تشعر به بينما تذكر الاخر حقيبتها التي وضعها على الكرسي الخلفي للسائق 
مد ه وها ثم ركض خلفها وقال
مرام استني
الټفت له و قالت
خير يا بشمهندس
ا منها وقال نسيتي شنطتك في العربية
ت إليه وقالت بأبتسامة... مرسي يا بشمهندس
تؤتؤ بشمهندس ايه خليها معتز
قالها وهو ي ه بعا عنها حتى لا تستطيع الوصول إلى حقيبتها
توترت من اته التي تخترقها
وقالت.. لا حضرتك مديري مينفعش طبعآ
حاولت اخذ حقيبتها بينما كان هو
ي ه لاعلي وقال
بس انا عايز اسمعها منك
تسمع ايه يا 
قالها عمار وهو يسدد لكمة قوية في وجه معتز
حتى وقع ارضا على اثرها
صاحت الاخري بصوتها المذعور مما حدث وقالت بشمهندس معتز
انحنى تواه و ه من ياقته وهو يلكمه بين اه بقوة وقال
امجد بيه الي بعتك صح انطق 
عاد معتز إلى ره قليلا و بدأ الدفاع عن نفسه ليرد اللكمة في وجه عمار و دار بينهم شجار قوي وسط صرخات مرام المتتالية 
بس يا عمار سيبه يا عمار حرام عليك
ات منهما وهي تحاول فض الشباك بينهما ات ذراعه وهي تحاول ه بعا ولكن دون وعي منه دفعها بقوة فسقطت و اصطدم جبينها بحافة الرصيف اصيبت بچرح في جبينها
اليها پصدمة و هرول اليها بعدما دفع معتز بعا عنه 
انحنى تواها وقال پخوف
مرام انتي كويسة
ت اليه وقد اغرقت اها الدموع 
وقالت پخوف
عني لو سمحت
اليها بدهشة وقال
مرام انا اسف
ت معتز منها وقال
مرام انتي حصلك حاجة تي تروحي اتى
قالت بهدوء وهي تمسح دموعها بظهر ها
مرسي يا معتز انا كويسه
هنا اشتعلت النيران بداخله وقال
هو انتي تعرفيه مين ده
كاد معتز ان يتحدث ولكن هي هتفت پغضب وقالت
ده يبقي مديري ومش من حقك تتدخل في حياتي بالشكل الھمجي ده المفروض تسمع الاول مش تتصرف زي البلطجية بالظبط انت ايه امتي هتبطل الغباء
ده
كتم غيظه بقوة وهو يحاول كبت غيظه منها وقال بحدة
غباء وهمجي بتسمي خۏفي عليكي غباء
قالت بصوت عالي نسبيا
اهااا غباء حصل ايه لكل ده فهمني ده مديري وصلني ليه بتتصرف كده
هنا فقط اڼفجر بها ليقول پغضب 
بتسمي خۏفي وقلقي غباء انا كنت هتجنن عليكي طول الطريق دماغي ھتنفجر كل ما افكر ان حصلك حاجة رحتلك الشركة و مكنتيش موجودة بكلمك على الزفت الموبيل مش بتردي فكرتي مرة تحطي نفسك مكاني فكرتي ايه كان احساسى وانا طول الوقت بفتكر شكل الي كان عايز يعتدي عليك مرة واحدة قولتي في زفت بني ادم بيقلق عليا نفذتي الي في دماغك وكسرتي كلمتي و اتنزلتي عن المحضر مستنيه مني ايه هاااااا اكون مطمن مثلا انا طول الوقت حاسس بالذنب علشان الي حصلك دلوقتى جايا تقولي عن خۏفي غباء يوم ما حطيت دبلتي في اك واعتبرتك بقيتي مني ليه بتخرجي الۏحش الي جويا ليه مش فاهمه ان الي تيه والاسلوب الھمجي ده هو ي وچنوني بيكي يا خسارة يا الف خسارة يا مرام
تركها وانصرف أن تتفوه بكلمة واحدة او تبرر له تعلم بانها حديثها كان خطأ منذ البداية ولكن كانت غاضبة حديثها لم يكن الا رد فعل لافعاله مسحت دموعها وهي ت إلى طيفه الذي غاب
كان يتابع حديثهم و اصابته الخيبة حين وضحت له بأنها مرتبطة بذاك الشاب فقال بصوته الهادئ 
انا اسف لو كنت سببت ليكي مشاكل
انتبهت على حديثه وقالت بحزن
لا هي المشاكل موجودة
انحت وت حقيبتها التي سقطت منه اثناء الشجار وانصرفت دون أن تتحدث بينما 
اتجه الاخر صوب سيارته و انطلق بها صوب منزله
في منزل سمر
طغي عليها الحزن ملامحها باهته ومشاعرها اصبحت جافة تر أن ترتوي من بحر اه تتمني ان تسمع صوته تحدثه ولكن لن تفعل ذلك ت إلى هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين طوال اليوم و اسمه الذي توسط شاشة الهاتف 
وقالت بحزن
ياريت كنت دخلت حياتي بدري يا كريم انت اتأخرت اوي
اعلن الهاتف عن مكالمة اخري ولكن هذه المرة كان صا الرقم جمال ت الهاتف و ت إليه بقلق فهي تشعر بأنها خائڼة كأنه يعلم ما ور بداخلها 
اجابت عليه بهدوء مصطنع قائلة
ازيك يا جمال عامل ايه
جمال...
سمر.. انا بخير الحمد الله
جمال.
سمر.. اه فاضية ليه خير في حاجة
جمال...
سمر... خطوبة صاك بس انا هروح بصفتي ايه وبعدين انا مليش في جو الافراح والحاجات دي
جمال...
سمر بأستسلام.. خلاص يا جمال هجهز واستناك بس مش هتأخر علشان عندي مذاكره
جمال...
سمر.. مع السلامه بااي
نهضت من ال بعدما القت هاتفها على ال بأهمال واتجهت صوب الخزانة بعدما فتحتها وهي ت إلى ثيابها لم تستقر على شيء م فهي لا تر أن تجادل والدتها وايضا لا تر أن تتسبب بالاحراج له وسط اصدقائه اخير استقرت على ثوب من اللون الفيروزي ذو اكمام افة 
هادئ و مميز لا يظهر من ها شيء ت إليه برضا والقته على ال وهي ت المنة و اتجهت صوب المرحاض حتى تغتسل
على الجانب الآخر 
إلى هيئته برضا و حلته السوداء التي ذادت من وسامته وقال بأبتسامة مرحة 
عسل يا واد يا جمال كنت مخبي الحلوة والشياكة دي فين
قاطعه صوت والدته التي دلفت إلى غرفته وهي تتمتم بإعجاب بسم الله الله اكبر ربنا يحفظك من ال يا ابني متشيك كده و رايح على فين يا جمال
الټفت إلى والدته و انحني قليلا ها قائلا ربنا ما يحرمني من دعواتك يا ست الكل
ابتسمت له وقالت بحنو 
بدعيلك من ي يا جمال ان يرضى عنك و يرزقك بالذرية الصالحة
وافرح بيك بس مقولتليش رايح فين كده
مد ه وهو ي ساعته ويرتديها وقال ر
رايح خطوبة بدر جزار معنا في المدبح 
كريمة بسعادة 
ربنا يسعده ويرزقه بالخلف الصالح بس انت لم بتروح خطوبة او فرح حد من المنطقة بتلبس جلابية ليه النهاردة بدلة
إلى هيئة مرة أخرى بسعادة وقال 
اصلي مش رايح لواحدي
هتفت بعدم فهم وقالت
ليه مين هيروح معاك
اخذ كفها و وضعه على يسار ه وقال 
سامعة النبض ده شايفة قد ايه سريع عارفة بق حده ليه علشان ي رايح معايا روحي هتكون جنبي وقصاد ي سمر رايحة معايا الخطوبة يا ام جمال
اتسعت اه پغضب وقالت
وهي سمر هتروح معاك بصفتها ايه
تنهد بثقل وقال بهدوء
بصفتها خطيبتي وهتكون مراتي واني لازم اعرفها على الناس الي بشتغل معاهم هتروح بصفتها حته من ي ا اك يا امي بلاش المعاملة الناة دي سمر لو لفيت الدنيا مش هلاقي احسن منها مهما كانت بنت اختك وكفاية اني بها وعايزها ده انتي دايما بتقولي نفسي اشوفك مبسوط يا جمال معقول نسيتي كلامك
قالت بحزن على حال ابنها
انت عارف ان اي ام في الدنيا نفسها تشوف ضناها اسعد واحد في الكون بس يا جمال مع واحدة ته تسعده تخليه يحس بطعم الدنيا متكونش تعاسة ليه و انا عارفه سمر مش
بقول انها واحشه لسمح الله بس حاسة بيه فيها حاجه عنيها مش بتلمع زي اي واحدة مخطوبة وبت خطيبها يا بني في مثل بيقول خد الي بتك هتشيلك فوق ها ومتخدش الي انت تها علشان لو ولعت صوابعك العشرة شمع مش هتحس بفرح لانها اصلآ مش بتك هتكون معاك تقضية واجب مش اكتر
ابتسم بحزن وقال
اعمل ايه طيب يا ام جمال ي ده بيها دايب مش قادر ما اخطبها كنت بټعذب علشان بعة عني ومش قادر ا منها ولم خطبتها عذابي ذاد لاني حتى دلوقتى بقي صعب عليا ا منها بخاف عليها من نفسي بحميها مني ببعدها عني علشان اقدر اصبر لحد ما نتجوز لم
بتكون قصادي بتوه من نفسي كأني غريق م في قشية ضعيفة ادعيلي يا امي علشان ي ده يرتاح لان طول ما انتي بتدعيلي و راضية عني مفيش حاجه هتكسرني
ابتسمت بحنو وقالت 
وانا بدعيلك في كل صلاة يريح ك و يجبر خاطرك ويسعدك يالا روح علشان متتاخرش على خطيبتك ربنا يهديكم لبعض
كفاية عليا رضاكي عني يا ست الكل
كريمة ب ورضا لا اله الا الله
جمال بسعادة سنا محمد رسول الله تصبحي على خير
ترك والدته وانصرف وهو في اقصي مراحل السعادة اتجه صوب منزلها من سلبت ال والفؤاد لقد ارهقته بها 
انتظرها اسفل البناية وفي داخله يتحدث
معقول سمر متكنش بتني طيب ليه وافقت نرتبط هو انا مستاهلش اني اتجوز الي بها يارب انا راضى بحكمك و راضى بنصيبي لو هي مش بتني خلاص انا هبعد احسن انهي جملته وهو عاقد حاجباه بدهشة لم يستطيع ابعاد اه عنها مسلوب العقل وال ترجل من سيارته و هو ي لها دون أن يتحدث 
قطع شروده صوتها الرقيق
هقف كده كتير يا جمال
حمحم بتوتر وقال
اسف اتفضلي 
ت صوب باب السيارة وفتح لها
ركبت سمر ب كرسي السائق واستقل جمال بدوره
وفي غضون نصف ساعة صف جمال سيارته امام احدي القاعات المخصصة للافراح رأت سمر توافد الناس على القاعة ت إليه وقالت هي دي القاعة
هتف بسعادة 
اه هي معلش مطرة تتعرفي على الناس الي هنا لانهم كلهم معلمين في المدبح هما ناس بسيطة غير الناس الي بتشوفيهم في الجامعة وبرة يعني اتي طريقتهم في السلام اغلب الستات هنا ويباركلك بلاش تتضايقي منهم لانهم بيوني ونفسهم يفرحولي
قالت بهدوء وتفاهم
حاضر يا جمال طلما ده هيسعدك انا مش هضايق
ترجل من سيارته وهي تسير به إلى داخل القاعة وبدأ يعرفها على الجميع الذين روا بها ب وحنان ظاهر رأت مة الناس له كيف يمدحون شهامته و عون له بالخير 
تعرفت على الجميع وباركت للعروس وانتقل الاثنين سويا إلى طاولة المعزيم
مشتكر يا سمر
قالها جمال بسعادة وهو ي إليها
ردت بعدم فهم وقالت
على ايه
جمال بهدوء 
علشان صبرتي لم اتعرفتي على الناس وكمان اسلوبك في الكلام كان قمة الاحترام والاخلاق
قالت برقتها المعهودة 
مفيش شكر بالعكس الناس هنا يتوا وكمان طيبين اوي وبيوك
تنهد بسعادة وقال 
امي دايما بتقول الي ربنا يه بيب فيه خلقه
قطع حديثهم صوت فتون التي جائت للتو تر بهم بصفتها صديقه العروس وقالت
مساء الخير
جمال بهدوء وسعادة واعجاب يا مساء الورد ايه الجمال ده يا فتون ناوية تفتني الناس ولا ايه
ابتسمت برقة وهي تري أ الناس لا تفارقها ولكن من بين كل هؤلاء لا يشغلها الا شخص واحد هو فقط يجعل ها يترقص على انغامه بكلماته العذبة 
قالت برقة 
الناس مش مهمة اهم حاجه شخص واحد بس
هتف بعدم فهم وقال اممممممم شخص مين
فتون بتوتر
وقلق مش شخص م يعني المهم انتي عامله ايه يا سمر
سمر بأبتسامة صافية الحمدلله بخير انتي اخبارك
هتفت فتون بهدوء 
نحمد الله علي كل حال
جلست فتون بهم وهي تتبادل اطراف الحديث مع سمر بينما اها وتركيزها كله عليه وهي تري ات ال باه التي لم تفارق سمر رأته كيف تائه بها شعرت وكٱن الدنيا ضاقت بها نهضت من مجلسها
و كادت ان تغادر ولكن طلبت منها احدي الفتيات ان تغني شيء لم تستطيع الرفض وسط انتظار الجميع لسماع صوتها 
فصعدت ب الدي چي وهي تفكر فيما سوف تغنيه 
اغمضت اها وشرعت في الغناء واها لا تفارقه تلاشت ابتسامتها ليحل مكانها الالم
نفسي
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 85 صفحات