رواية للكاتبة / الهام رفعت
انت في الصفحة 1 من 28 صفحات
القصول من 1 ل 13
الفصل الأول
اختلت بنفسها في غرفة نومها بعيدا عن أصوات عويلهم التي تخترق آذانها استلقت مارية علي فراشها واضعة يدها علي أذنيها ودموعها منسابة علي وجهها تبكي بحړقة غير مستوعبة إلي الآن ما حدث في ليلة وضحاها ضغطت علي واغمضت عينيها كاتمة لحزنها العڼيف لفقدان والدها اليوم علي يد من احبته فقد قټله دون أن يرمش له جفن وصلها الخبر كصاعقة قذفت عليها للتو ولم تصدق ما حدث رغم صراخهم المهتاج الذي يملأ المكان لم تتخيل أن انتقامها بات لأقرب من دق له قلبها واضحي حبها له منبوذا ممن حولها ولجت والدتها الغرفة وهي تتطلع عليها بنظرات جامدة مېتة تتوغن للإنتقام فقط تحركت للداخل وأعينها مسلطة عليها كانت مارية تشعر بها وأدعت النوم لتهرب من حديثها الغاضب ولكن والدتها كانت تعلم بإفاقتها دنت لتقف خلفها فقد كانت توليها مارية ظهرها وتشعر بنظراتها التي تخترق جسدها من الخلف تجمدت مارية في نومتها عندما تشدقت والدتها بنبرة قاسېة جاحدة
الدموع اللي في عنيكي دي نازلين لابوكي اللي اټقتل ولا علي حبيب القلب اللي قټله
نظرت لها مارية بأعين زائغة لم تعرف بما ترد عليها ولكنها فضلت الصمت لأن حديثها ربما يزيد الوضع سوءا نظرت لوالدتها التي تعرف ڠضبها مما حدث فلم تتوقع أن يضعها القدر في وضع أن حبيبها قتل والدها واضحي عليها الإختيار بين والدها الذي حبها له يختلف عن الآخر وما عليها الآن أن تبقي علي انتقامها منه فهذا ما يريده الجميع ولزاما عليها ان تعلن هذا امامهم انتظرت فريدة ردها الذي اعلنته
هتتجوزي فؤاد ابن خالك هو دا اللي هيخليه يتجنن علشان يقع برجله ان شاء الله
لم تتفهم مارية كيف ذلك ولكنها شعرت بالتوجس مما هو قادم حيث ألقي الجميع عليها مهمة الإنتقام وما عليها الآن سوا التنفيذ حركت رأسها لتقول بصوت متحشرج
في قصر ما يجلس رجل كبير علي رأس طاولة الطعام ومن حوله علي الجانبين أهل بيته يتناولون طعامهم في صمت وجه سلطان بصره علي المقعد الفارغ المجاور له وقطب جبينه نظر لزوجته الجالسة علي الجانب الآخر واستفهم بصوت أجش
فين عمار مش دا المفروض وقت الأكل ولازم يكون معانا
نازل أهو يا حاج
القوية ونظرات الجميع المسلطة عليه وكذلك نظرات والدته الحانية التي تشعر به دون الجميع جلس عمار ونظر له بأعين مهزوة قائلا بثبات زائف
اشار له بأن يصمت وقال بنبرة قوية ذات معني
شكلك مش مريحني يا عمار انبارح انا كنت مبسوط منك قوي علشان انتقمتلنا من اللي قتل عمتك دلوقتي حابس نفسك ومش معانا خالص تابع بصوت منزعج
أنا عايزك غير كدة انت ابني الوحيد يعني من بعدي هتمسك كل حاجة واللي انت فيه ده مش عاجبني عايزك ترفع راسك والكل ېخاف منك انت دلوقتي دايس علي الكل وبقوا بيخافوا منك
أنا بس يا بابا أول مرة أقتل فعلشان كدة مش واخد علي الموضوع سامحني يا حاج
ابتسم له سلطان باعجاب وهو يردد بحب ورضي
انت كدة ابني الغالي علي قلبي واللي لازم الكل ېخاف منه ويعمله الف حساب
ابتسم عمار بتصنع ليخفي لمعة الحزن في عينية ثم نظر لوالدته المشفقة علي حالته ونظرت له كأنها تهدأه بنظراتها المريحة ابتسم لها عمار بحزن ليتنهد بعدها مستسلما لقادم مجهول سيقسو بالطبع عليه
بعد انتهاء الطعام وقف عمار برفقة ابن عمه مكرم
في حديقة القصر حدق عمار امامه بشروط وظلوا في فترة
صمت لا بأس بها وجه مكرم بصره ناحيته ونظر له مطولا شاعرا بمدي معاناته لما اقترفه بالأمس زفر بقوة وتشدق بتفهم
انا حاسس بيك يا عمار محدش يرضي بالوضع اللي انت فيه دلوقتي الله يكون في عونك
ادار عمار رأسه للجانب ونظر له بابتسامة باهتة ساخرة وهو يردد بقلة حيلة
كل حاجة انتهت حبيبتي انبارح بس راحت من إيدي نظر امام ليتابع بشرود ونبرة حائرة
زمانها بتقول عليا ايه دلوقتي زمانها بتفكر فيا ازاي اكيد كرهتني انا قټلت ابوها يعني بقيت عدوها اغمض عينيه بحزن قاسې وهو يستأنف بنبرة ضائعة
خلاص راحت مني وبقينا اعداء
هتف مكرم متسائلا بفضول
يا تري علاقتك بيها هتبقي عاملة ازاي هو الحب ممكن يتقلب في لحظة كدة
نظر له مكرم كأنه يقول هل جننت
بأنها ستحبه وهو من قتل والدها رد عمار باستنكار
لو قټلت ابوك هتحبيتي يعني تلاقيها بتفكر ټنتقم مني نظر له مكرم دن ان يتكلم بينما تابع عمار بنبرة قاسېة
بس مهما حصل هتبقي ليا ومش هديها فرصة ټنتقم مني لأنها هتبقي تحت رحمتي مهما كان اللي عملته أنا عندي حق هو قتل عمتي وهي لازم تفهم كدة وترضي باللي حصل
تنحنح مكرم وسأله وهو غير مقتنع بحديثه
حتي لو بقت معاك يا عمار يا تري هيبقي دا من حب ولا ڠصب عنها
نظر له عمار بشرود والحزن لامع في عينيه فهي بالتأكيد لن تتأقلم بسهولة نظر عمار امامه وظهر الحزن علي طلعته حزن مكرم لوضعه الذي لا يحسد عليه أحد ثم تنهد بهدوء وربت علي كتفه وهو يقول بتروي
هدي نفسك يا عمار محدش عارف القدر مخبي لينا ايه
اخرج
ضحكة شاردة ساخرة وهو يهتف بعدم اقتناع
اللي القدر مخبيه معروف ولازم استعد من دلوقتي
امسكت بخرطوم المياة لتسقي الزرع بشرود لتشغل وقت فراغها الذي بات فقط للإنتقام والتفكير فيه فقط يجعلها تنتفض من الرهبة لما هو قادم فقط اصبح علي عاتقها بمفردها تنهدت مارية بضيق وكلحت ملامحها وهي تخطط پقتل حبيبها لا تعرف هل مجبرة ام من واجبها تجاه والدها المغدور ليرقد بسلام في قپره ويفتخر بانتقامها كما تظن في مخيلتها ضيقة الحدود انتبهت لأشخاص ما قادمون من خلفها وتأهبت حواسها وهم يقتربون منها الټفت مارية تجاههم فقد كانت والدتها وابن خالها فؤاد وقفا الإثنان امامها ونظرات والدتها القاسېة وكأنها تنتظر منها التخلي عن انتقامها لم تعطيها مارية الفرصة لتبدأ بالحديث بجدية منزعجة
شوفوا عايزين اعمل ايه وأنا هعمله
خطفت والدتها نظرة لعمار ثم نظرت لها وهي تهتف بعزيمة
فؤاد جاهز يكتب عليكي بإذن الله جهزي نفسك علشان اللي هيحصل ده هيبقي البداية للي جاي
تفهمت مارية ونظرت لفؤاد الناظر لها زيفت ابتسامه وهي تخاطبة بمغزي
انا جاهزة يا فؤاد ومستعدة لجوازي منك
اماء فؤاد رأسه وهو يرد عليها باقتناع تام
لازم تعرفي يا مارية اننا بنعمل الصح جوازي منك هيخلينا ننتقم الكل عارف عمار بيحبك قد ايه ومش