فما ظنكم برب العالمين
يقول أحد الأخوة : زوجتي كانت تجمع أطفالي قبل الإفطار كل يوم في رمضان
فتدعو وتقول : ( يا ربّ ارزقنا بيت مُلك أمامه نهر )
فكان أطفالي يرددون خلفها ويقولون :
( يا ربّ ارزقنا بيت مُلك أمامه نهر )
فكنت أضحك من فعلها وأقول لها :
بيت مُلك واقتنعنا، أما أمامه نهر، كيف ونحن في بلد صحراوية ؟!
فكانت تجيبني بقولها :
سأدعوا الله بما أشتهي وأريد وسيعطيني فإنه كريم قدير
فكنت أقول في نفسي : ونِعَم بالله، الله قادر على كل شيء، لكن بالمنطق أمر شبه مستحيل !!
ظلت زوجتي على هذا الحال تدعو وتدعو وتدعو وأطفالي يؤمِّنون معها طيلة الشهر ..آمين ..آمين .. أمين
وحين انتهى رمضان، أتيتها ضاحكاً وأنا أقول لها :
فكانت ترد : سيعطيني الله ولن يخيبني !!!
تقولها بكل ثقة ويقين بالله
وأقسم لكم بالله، كأني شعرت بالبيت موجود أمامي من شدة ثقتها بالله
يقول : ما إن انتهت من صيام الست من شوال إلا وقد حدث أمر عجيب !!
بينما كنت أهُمُّ بالخروج إلى المسجد لصلاة العصر، إذ أتاني رجل من أثرياء مدينة الرياض، كنت أراه في المسجد دائماً فسلَّم عليَّ، وبعد السؤال عن الحال والأحوال، قال لي :
وحين رآني متعجباً قال لي : لا عليك، إن أردت أن تدفع فادفع الذي تستطيع عليه ؟!
فأصابتني قشعريرة في جسدي من هول ما سمعت، وتذكرت دعوة زوجتي !!
أخبرت زوجتي بما حصل فقالت من أعماق أعماق قلبها :
و أخذنا البيت ولكن استحيينا أن نأخذه بلا مقابل
فجمعنا المال من هنا وهناك حتى حصلنا على 7 آلاف ريال فقط، سلمناها للرجل .
وقلت في نفسي وأنا أدفع المبلغ :
(من صدق الله صدقه، ومن تيقن بالإجابة وجد)
بعد رمضان بفترة قصيرة امتلكنا منزلاً في حي راقي من أحياء الرياض
فقلت لها : ما هو ؟
قالت : كنا نسأل الله أن نملك منزلاً أمامه نهر، ها هو البيت، فأين النهر ؟!
فصرت أضحك من قولها ولكن صدقوني في داخلي يقين كبير بالله، فعلاً أين النهر ؟
حدَّثت زوجتي حينها أحد مشايخ العلم، وقالت له : أليس الله عز وجل يقول : ادعوني استجب لكم؟!
قال الشيخ لها : بلى
وزوجتي تقول هذا الكلام بكل جدية وثقة ويقين بالله !!
استعجب الشيخ لها و لدعائها، وازداد عجباً ليقينها بالله بأنه معطيها ما دعت !!
فسألها : ماذا يوجد أمام باب منزلكم ؟!
فقالت : يوجد مسجد ..
فضحك الشيخ وقال لها : يا بنيتي، واللهِ ، هذا هو النهر !!
مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمساً، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيئاً، قال: كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهنّ الخطايا )
العبرة :
أعظم، وأسرع، وأنجح حل لجميع مشكلاتك هو : (الدعاء)