بئر ىلغربان كاملة
قوتنا بعد ما شاهدوا بأسنا في الحړب والعقاپ نال كل البدو الذين يسكنون حول هذه البرية
فطمسوا الآبار وقطعوا النخيل و نشروا الأمراض في الإبل وافتكوا كثيرا من أبناء الإنس و جعلوهم خدما الآن أصبحوا يحسبون لهم ألف حساب
تذكر علي خطيبته نائلة هي أيضا من اللواتي دفعن الثمن الأمر أصبح واضحا جدا الآن
بعد سماع علي حكاية الشيخ محيي الدين وحكاية البستان قال عالي حسنا لقد سمعت حكايتك وهي مدهشة جدا وحكايتي لن تقل عنها دهشة
أجاب علي لن أطيل عليك كثيرا لقد ذهبت إلى البستان واسترجعته من الجن
إتسعت عينا الشيخ وقال هذا شيئ لا يصدق لا أحد بإمكانه القيام بذلك
أجاب كروان هذا صحيح يا سيدي لقد كنت هناك ورأيت ذلك بنفسي ومد له جرابا من التمر وسأله لا شك أنك تعرف تمر بستانك
تناول الشيخ محي الدين الجراب بيد مرتعشة وفتحه أخذ حفنة من التمر و نظر إليها ثم تذوق أحدها وقال هذا طعم تمرنا أعرفه من حلاوته وجمال لونه لكن كيف فعلتم ذلك
تسائل الشيخ هل عندك علم بالسحر
أجاب علي لا يزال هناك الكثير لأتعلمه سيكون البستان ملكي على أن أدفع لكم كل سنة نصف غلته تصلحون به أمركم و تسترجعون تجارتكم
قال الشيخ ألا تخشى الجن
أجاب علي لقد إنتصرت عليهم مرتين وأنا لا أخشاهم بإذن الله وسأعطي نصيبا لكل القبائل في هذه البرية يجب أن نسترد قوانا للمعركة القادمة سنطرد هؤلاء الكفرة ونسترجع حريتنا
لكن قبل ذلك سأستدعي وجهاء القبيلة لتنفيذ إتفاقنا حول البستان أرسل الشيخ في طلب القوم ولما حضروا قص عليهم ما حدث و هم يهزون رؤوسهم و يتعجبون
ثم قالوا الرأي عندنا هو ما إتفقت عليه مع الغريب و نحن نشهد أن البستان لك ولأولادك من بعدك وكتبوا له كتابا بذلك وستكون أسواق البلاد الغربية لتجارتك وتكون البلاد الشرقية لتجارتنا
ما إن أتم علي مهمته حتى رجع إلى ديار قبيلة الشيخ حرب عندما وصل إغتسل و تعطر ثم ذهب إلى خيمة الشيخ و عندما رآه فرح فرحا شديدا وهنأه على سلامته
مد علي كتاب ملكيته للبستان و قال هذا مهر نائلة كما وعدتك ولقد اصبح بنو عامر من حلفائنا
حمل علي الجمال بالتمر وصنوف الفواكه وسارت القافلة في طريق متعرج ليس فيه ماء لكنه يختصر ربع المسافة فالفتى قټله العشق ولا يريد أن تطول الرحلة وعندما توغلوا في تلك المفازة شاهد علي من بعيد شيئا يلمع في الأفق ولما إقترب منه وجد خرائب مدينة عظيمة عليها قباب ذهبية فتعجب
إحتار علي وقال أسرار هذه الصحراء أكبر مما توقعته فالمظاهر قد تخدعنا أحيانا
أجاب أحد العمالقة سنحملك إلى شيخنا وسيحكي لك قصتنا
أخذ الفتى معه أربعة أكياس من التمر والرمان والبرتقال ولما دخل على الشيخ سلم عليه وقال له هذه هدية لك
نظر الشيخ داخل الأكياس وأجاب منذ دهر لم نذق هذا وكل معيشتنا الإبل
سأله علي أليس لكم واحات ونخيل
تنهد الشيخ وقال إعلم أننا من بقية قوم وهذه المدينة وكانت فيما مضى من أجمل مدن الأرض لكن الله عاقب أهلها على عصيانهم فهبت ريح إقتلعت أشجارهم ونخيلهم ولم تعد الأرض تنبت شيئا ما عدا الأشواك
ونحن نجونا لأننا كنا من المؤمنين ولقد تناقصت أعدادنا إلى أن أصبحنا نعد على أصابع اليد وقدرنا أن نبقى على أرضنا حتى نفنى
أحس
علي بالحزن وقال للشيخ سأهدي لك كل ما تحمل القافلة من تمر ودقيق وزيت وسأهبكم عددا من الجواري ليكون لكم نسل
بكى الشيخ وقال الله