بئر ىلغربان كاملة
لا يضيع عباده المؤمنين
ثم قام وأخرج كتابا من صندوقه وقال له هذا الكتاب فيه علم حجر الأكسير الذي يحول النحاس إلى ذهب وهو لك وستصبح من أكثر الناس مالا
قال علي لكني أراكم فقراء لا تملكون شيئا
أجاب الشيخ كثرة الذهب أفقدت قومنا بصيرتهم فصنعوا منه آلهة وعبدوها وجعلوا منه أعمدة المدينة وقبابها وبسببه كان هلاكهم ومن اقترب من ذلك الذهب أصابته اللعڼة في الدنيا والآخرة
وضع سبيكة من النحاس على الڼار حتى إحمرت وغمسها في خليط من الزئبق والكبريت الأحمر ثم أخرجها ونظر إليها لكنها بقيت كما هي ولم تتغير
فقال سأبيع الإبل وأشتري بثمنها هدايا لنائلة فهذا الكتاب لا ينفع أو ربما أنا لا أصلح للسحر
ولما تأملها وجدها ذهبا خالصا بدأ يحس بالغرور يزحف على عقله لكنه تمالك نفسه وقال لقد عرفت لماذا تجبر أولئك القوم سآخذ فقط حاجتي من الذهب وأحرق الكتاب وإلا سيكون مصيري سيئا
كانت السبيكة الذهبية ثقيلة وباعها علي في أسواق بمائة ألف درهم وهو أضعاف ما كان سيربحه من بيع بضاعته وإشترى لنائلة أفخر العطور وأدوات الزينة
عندما وصل أدلى حبلا ونزل داخله عند منتصف الليل حط الغرابان وقال الأول للثاني لقد عرف أحدهم كيف يفك السحر عن إبنة ذلك الشيخ وعن البستان ونجهل من يكون وكيف أمكنه ذلك
تعجب الغرابان وسألاه من أنت وماذا تفعل في هذا المكان المقفر
قص عليهم حكايته فنظرا إلى بعضيهما وقالا له تعال معنا إلى الملك وهو يعرف كيف يكافئك
عندما وصلا إلى التلة التي يسكنها الجن رموه في سجن مظلم وقالا له ستخبرنا بكل شيئ وإلا سنتركك هناك حتى ټموت جوعا تبا لك من خائڼ و طماع
فأجابه ومن يضمن لي أنك لن تقتلني بعد أن أقضي حاجتك
قال الملك أنت لئيم وتبيع عشيرتك لأجل الدرهم والدينار لهذا يمكننا أن نتفاهم ستنقل لنا أخبار القوم ونحن ندفع لك فلا ينقصنا المال فما رأيك
فرك الرجل يديه وقال مادام الأمر هكذا فأنا موافق لكن أريد أن أسئل إذا أحضرته إلى هنا فماذا ستفعلون بخطيبته وأمواله ضيعته
أجاب ملك الجن هذا لا يعنيك أنت فقط تنفذ ما أقول لك عليه هل فهمت والآن هيا إنصرف قبل أن أغير رأيي
بقي الرجل طوال الطريق يفكر كيف سيأتي بذلك الفتى إلى هنا وهو يعلم أنه يكرهه ولم يغفر له خيانته ثم قال سأخطف الشيخ حرب أبو نائلة وأخفيه في إحدى المغاور
ولما يسمع علي سيأتي للبحث عنه ونقبض عليه
في الصباح تنكر في زي تاجر دواب وذهب إلى مضارب القبيلة ومعه فحل من الإبل ليس له مثيل في الحسن
لما أخبر الشيخ عنه خرج ليراه فوضع كيسا على رأسه وركب على الجمل وجره وراءه حتى وصل المغارة والشيخ
في حالة يرثى لها من التعب والعطش
رجع إلى القبيلة فوجدها مائجة ورجالها يستعدون للخروج للبحث عن ملكهم لكن جائهم علي وأخبرهم أن من خطفه رجل واحد وسيذهب بنفسه للبحث