بئر ىلغربان كاملة
إليه وربت على كتفيه و قال له لماذا لم تسمع كلامي أجاب مهمتي هي أن تعود حيا نائلة خطيبتك هي من أرسلتني ووعدت أن تعتقني إن أحسنت عملي
بحث علي عن الغراب الذي قد كان العبد كروان اصابه وأخذ منه الورقة طواها ثم رماها في العين الجافة وأغمض عينيه كان يريد أن يسمع هدير الماء لكنه لم يحدث شيئ فتح عينيه وقال هل أخطأت في شيئ
لست ساحرا لكن أعتقد أنها طلسم سحري
قال علي إنها في مرتفع صخري
نزل كروان إلى الحوض الذي تحت الصخور أخذ الورقة وثبتها على سهم ثم سدد في إتجاه العين اليمنى للأفعى وأطلقه فدخلت الورقة في الحفرة
سأل علي العبد كروان هل ديار بني عامر بعيدة من هنا أجاب لا مسافة نصف ساعة لا غير
قال له علينا بالذهاب الآن قبل أن يشتد الحر
عندما وصلا لاحظ علي كثرة الفقر و البؤس في القبيلة مر بهم رجل فسأله عن ملكهم
وقال له ستجده هناك كان هناك صبي يلعب امام الخيمة ناداه وقال له أخبر أباك أن غرباء يريدون رؤيته
بعد لحظات خرج شيخ يبدو عليه الإعياء وقال تفضلوا جلس علي وكروان على زربية قديمة مهترئة وأحضر الصبى آنية فيها حليب الإبل فشربا وناولا الشيخ فشرب وحمد الله
وقال لقد أوصيت العبيد بذبح شاة سمين لغذائكما وإعداد أقراص خبز الشعير في إنتظار ذلك بإمكانكما الإستراحة لا شك أنكم سافرتم كثيرا في الصحراء وكما لاحظتم لا يوجد ماء
قال علي سأخبرك فيما بعد لكن أولا أريد أن تروي لي ماذا حصل لقبيلتك فالبؤس والحزن لا يمكن أن تخطئهم العين
قال الشيخ محي الدين إنها حكاية طويلة يا بني قبل سنة كانت قبيلتنا من أكثر العرب مالا وجاها وكانت قوافلنا تجوب الأرض طولا وعرضا لبيع التمر والعسل والخمر والزبيب كل هذا كان من خيرات البستان الذي كان في يوم ما عامرا تفوح منه راحة الرياحين وتمرح فيه الطيور
ودلوهم على الطريق وكان من عادتنا أن نضع حليا من الصدف في الصحاري لنشكر الجن على معروفهم معنا
وكانوا يقبلون هدايانا وقد يتركون مكانها بعض القطع الذهبية
في ذلك اليوم ظهر الجن وقراهم بشكلها الحقيقي كان الجن المسلم كثير الشبه بنا لكنهم أكثر طولا وقوة وعيونهم واسعة رمادية اللون ويجعلون شعورهم الطويلة ضفيرة واحدة
لما رأينا ما وقع أخذنا سيوفنا وصحنا الله أكبر ودخلنا المعركة مع جيراننا من الجن وتسامعت بقية قبائل الإنس فجاءت في خيولها وجمالها ورددنا بعون الله الھجمة القوية للمعتدين من الجن الكافر
وجاء سحرتهم ورموا في الهواء حفنة رماد فظهرت سحب كثيفة فوق رؤوسنا وفجأة خرجت منها أسراب كبيرة من طيور غريبة الشكل كانت أقرب للأفاعي المجنحة منها للطيور
و تصدر صوتا مزعجا أثناء طيرانها لم تفلح الحيلة في دفعها ومن إنقضت عليه نهشت لحمه حتى كثرت فينا الجراحات وكر علينا فرسان الجن الكافر فتفرقنا في كل مكان
وأصبحت كل هذه المفازات و الفلوات تحت أيديهم
لقد خلقوا لنا أتفه الأسباب لتخريب بستاننا وغايتهم الحقيقية أن يضعف شأننا و تذهب