أمي تخاف علي من الحياة، وأنا اخاف الحياة بدون أمي...
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها، وكانت مكالمات هاتفية تصل إليهما من الخارج يسأل فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها..
دخلت يومًا غرفة الانتظار فإذا الزوجة تنتظر فاستغللتها فرصة لأسألها عما أريد..
حدثتني كثيرًا عن حقوق الوالدين في الإسلام وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه وكيفية التعامل معهما..
بعد أيام توفيت العجوز..
فبكى ابنها وزوجته بكاء حارًا وكأنهما طفلان صغيران..
بقيت أفكر في هذين الزوجين وما علمته عن حقوق الوالدين في الإسلام، وأرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية أطلب كتبًا عن حقوق الوالدين..
ولما قرأته عشت حلمًا لا يغادرني..
أتخيل خلالها أني أنا الأم ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إلى حتى آخر لحظات عمري ودون مقابل..
هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي..
هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي..
دون أن أعرف الإسلام..
لم أعرف منه إلا حقوق الوالدين..
فالحمد لله تزوجت من رجل أسلم وأنجبت منه أبناء ما برحت أدعو لهم بالهداية والصلاح..
أنا اليوم أم عبد الملك..
أنا اليوم أم عبد الملك فادعو لي ولأبنائي بالثبات..
هذا هو ديننا..
هذا هو ديننا..
وهذه هي أخلاقنا..
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ﴾.
164 من سورة آل عمران.
اسمعوا ماذا يصنع البر بأهله
اسمعوا ماذا يصنع البر بأصحابه..
عن أسيد بن عمرو كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه إمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر ؟..
حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر ؟..
قال: نعم
قال: من مراد ثم من قرن ؟..
قال: نعم..
قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم ؟..
قال: نعم..
قال: لك والدة ؟..
قال: نعم..
_ اسمع _..
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((يأتي عليكم أويس بن عامر مع إمداد أهل اليمن.. من مراد ثم من قرن.. كان به برص فبرأ منه إلا موضوع درهم.. له والدة هو بار بها.. لو أقسم على الله لأبره ))..
اسمع ماذا يصنع البر بأهله..
(( له والدة هو بار بها.. لو أقسم على الله لأبره..فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ))..
فاستغفر لي _ يقول له عمر _ فاستغفر لي..فاستغفر له..( رواه مسلم )..
يالله..
بره بوالدته بلغ به منزلة لو أنه أقسم على الله لأبره..
أي بر هذا وما أعظم بر الوالدين..
بروا آباءكم تبركم أبناؤكم..
بروا آباءكم تبركم أباؤكم..
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالد والدينا ولكل من له حق علينا..
أذكركم أحبتي قبل النهاية..
أن الذي تبنى هذا اللقاء هو مؤسسة الوقف التي تتبنى مشروعًا اسمه مشروع الأم هي التي تبنت هذا اللقاء وقامت بالإعداد له.. تقيم وقفًا للأم في المدينة المنورة حيث تقيم وقفًا لصالح الأم..
فاجعلوا للأم من هذا الوقف نصيب..
لا يتردد منكم أحد، وردوا بعضًا من فضل الأمهات بدعم هذا المشروع العظيم..
والأمهات والآباء إن ماتوا فتنفعهم الصدقات الجارية..
فاجعلوا لأنفكسم ولأمهاتكم وآبائكم من هذا نصيبًا..
وما أعظم بر الوالدين..
اللهم اجز والدينا عنا خير الجزاء يا سميع الدعاء..
اللهم اغفر لهم وارحمهم..
عافهم واعف عنهم..
اشرح صدروهم..
يسر أمورهم..
اغفر ذنبهم..
واستر عيبهم..
ارحم شيبتهم..
أطل أعمارهم..
واختم بالصالحات أعمالهم..
اللهم اجز الأمهات عنا خير الجزاء يا رب الأرض والسماء..
اجزهم بالإحسان إحسانًا وبالسيئات صفحًا وعفوًا وغفرانًا..
اللهم من كان منهم ميتًا فاغفر له وارحمه وعافه واعف عنه..
وأبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه..
اللهم اجمعنا ووالدينا في جنات النعيم..
اللهم وفقنا لبر أمهاتنا ووالدينا يا رب العالمين..
اللهم ارحمهم..
اللهم ارحمهم كبارًا كما ربونا صغارًا..
اللهم ارحمهم كبارًا كما ربونا صغارًا..
اللهم تجاوز عنهم يا رب العالمين..
اللهم رحماك بأمهاتنا في العراق..
اللهم رحماك بأمهاتنا في فلسطين..
اللهم رحماك بأمهاتنا في أفغانستان..
اللهم رحماك بأمهاتنا في الشيشان..
اللهم ارحم دموعهم..
اللهم كن لهم عونًا وظهيرًا ومؤيدًا ونصيرًا..
اجبر كسر قلوبهم يا رب العالمين..
﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
180..181..182سورة الصافات