أمي تخاف علي من الحياة، وأنا اخاف الحياة بدون أمي...
فقام الرجل بالاجراءات اللازمة وأخرجها وذهب بها إلى القرية..
ثم قام بإعداد وليمة كبيرة ودعى كل أهل القرية وألح على ابنها بالحضور..
فلما اجتمع أهل القرية ومن بينهم ذلك الابن سأله الرجل أمام الناس عن أمه..
فقال: إنها ماتت قبل سنتين..
قال: إنها ماتت قبل سنتين..
فقام الرجل وطلب العجوز ثم أتى بها أمام الناس..
ثم قال: أهذه أمك يا فلان ؟!..
وقال للعجوز: أهذا ابنك يا أم فلان ؟..
فصعق الابن العاق أمام الحضور ولم يستطع الكلام..
صدقوني إنها قصة حقيقية وليست من نسج الخيال..
لكن أيعقل مثل هذا..
أهذا جزاها بعد طول عناها..
أيعقل مثل هذا..
وهل هذا من الدين في شيء..
لم يكرر القرآن الكريم وصية أبلغ تأثيرًا وأقوى عبارة بعد عبادة الله وحده..
كأمره بالإحسان للوالدين وإكرامهما والعطف عليهما..
اسمعوا معي هذه الآيات..
قال الله: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ (
ـ ثم تأمل ـ { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }..
﴿ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾..
{الإسراء/23-25}
قال صلى الله عليه وسلم يومًا لأصحابه، وقد كان يمر ببعض الأسرى وامرأة تأخذ وليدها فتضمه إلى صدرها فيقول صلى الله عليه وسلم:
(( أرأيتم هذه طارحة وليدها في النار ؟!))..
قالوا: لا يا رسول الله هي أرحم به من ذلك..
فقال صلى الله عليه وسلم:
(( فالله أرحم بكم من هذه بولدها )..
((فالله أرحم بكم من هذه بولدها ))..
رواه البخاري ومسلم.
وما قال هذا صلى الله عليه وسلم إلا ليبين أن الرحمة الإنسانية في أعلى صورها إنما هي عند الأم فقط..
ولذلك كرر علينا بأبي هو وأمي:
(( أمك ثم أمك ثم أمك ))..
فهل عرفنا قدر أمهاتنا !!..
العنصر الآخر والأخير:
هذه ممرضة أمريكية أرسلت هذا الخبر بعنوان:
أذهلني بر الوالدين في الإسلام..
تقول..
أول مرة سمعت فيها الكلام عن الإسلام كان أثناء متابعتي لبرنامج في التلفزيون فضحكت من المعلومات التي سمعتها..
بعد عام من سماعي لكلمة الإسلام سمعتها مرة أخرى ولكن أين !!..
في المستشفى الذي أعمل فيه..
حيث أتى زوجان وبصحبتهما امرأة كبيرة في السن مريضة..
جلست الزوجة أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي وكنت ألاحظ عليها علامات القلق وكانت تمسح دموعها..
من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها وبكائها فأخبرتني أنها أتت من بلد آخر مع زوجها الذي أتى بأمه باحثًا لها عن علاج لمرضها..
كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها..تدعو لها بالشفاء والعافية..
فتعجبت لأمرها كثيرًا..تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه..
تذكرت أمي _ تقول الأمريكية _ تذكرت أمي وقلت في نفسي..أين أمي..لم أرها منذ أربعة أشهر..وإلى الآن لم أفكر بزيارتها..
هذه أمي..كيف لو كانت أم زوجي!!..
لقد أدهشني أمر هذين الزوجين ولا سيما أن حالة الأم صعبة..
وهي أقرب إلى المoت إلى الحياة..
أدهشني أكثر أمر الزوجة وما شأنها وأم زوجها..أتتعب نفسها وهي الشابة الجميلة من أجلها !!..
لماذا هذا !..
لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع..
تخيلت نفسي لو أنني بدل هذه الأم..
يا للسعادة التي سأشعر بها..
ويا لحظ هذه العجوز..
أني أغبطها كثيرًا..