الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

حكاية خادمة القصر بقلم اسماعيل موسي

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

خادمة_القصر الجزء 3
كانت الأرض فى القريه مخضره بعد ان شبت سنابل القمح وعيدان البرسيم والفول البلدى مسطح لا نهائى يكسوه ندى الفجر وتتصاعد الأبخره من بين الحشائش حيث انك إذ كنت تتمتع بحدة نظر لا يمكنك ملاحظة فلاح يسير وسط عتمة الشبور يجر حيواناته نحو المراعى وارتفعت ادخنة الحطب فى البيوت الطينيه من بين فسحات أسقف البوص والجريد وكان هناك ديك يصيح رغم ان الشمس احتلت الافق وديلا لم تغمض عينها بعد الطفل مزعج لا يتوقف عن الصړاخ وديلا لا يمكنها تركه مع الخدم ولا تعرف علته فكل الأطباء اخبروها ان الطفل لا يعانى اى أمراض وكانت قد اقترحت على ادم ان يعملا سويآ على العنايه بالطفل كل واحد منهم اربع ساعات ورغم ان ادم ابدى موافقته إلا أنه لازال نائم منذ منتصف الليل فى غرفه مجاوره وديلا لم ترغب بأزعاجه فقد كانت لديه وجهة نظر ان ما تحتاجه المرأه الكلام الطيب ثم هى ستقوم بكل شيء سعل ادم عندما اقتربت الساعه من التاسعه صباحآ وسمع نداء ديلا ادم الطفل لم ينام وانا لم تغمض لى عين من فضلك أكاد ان اقتل واغمض جفنى حمل ادم الطفل ملتزم بتعليمات ديلا الغطاء يكون ثقيل رأسه لا تكشف للريح الرضاعه كل ساعتين رفع أدم يده بتذمر يمكننى من هذه التعليمات ان افهم انك قررتى النوم النهار بطوله رفعت ديلا عينين تعستين مهزومتين وشدت الغطاء فوق جسدها نزل ادم درجات السلم والطفل الشقى لازال يتملل ويرفص بأقدامه خرج من باب القصر نحو الحديقه وتجول داخلها وسط ترنيمات عشق العصافير التى تحلق من شجره لشجره أخرى اسمع يا ابنى هذه ستكون حديقتك مثلما كانت حديقتى وحديقة ابائى واجدادى من قبل ستتعلم ان تحافظ عليها مثل عينك ولا تفرط فيها ابدا

ولم يبدى الطفل اى انتباه كانت عينيه تجول بين الأشجار الضخمه التى لا يعرف بعد أن كانت وحوش ام مجرد منظر يسر العين ثم واصل تقدمه حتى وصل الحظيرة وقال بفخر وهو يشير بيده هذة باكى مهرة والدك التى انقذ بها والدتك قبل زمن ليس بعيد عندما تكبر ورفع ادم نبرة صوته سأدعك تركب الحصان سأسمح لك بذلك والدتك حاولت مره من قبل وسقطت على الأرض لكنى اعتقد انك ستنجح لأنك من صلبى! ونظر الطفل تجاه المهره التى تقف على أربع وترفع رأسها بفخر يزين عنقها شعر بنى لامع ورغب ان يتلمسها كان لديه فضول رهيب ان يفعل ذلك لكنه لا يستطيع الكلام ولا حتى ان يعبر عن رغبته فأطلق من فمه مخاط ابيض لزج وهز ساقيه وحرك يده وضم اصابعه وفرطها فى حركه متواتره وكان ادم يفكر المهره لم تناول طعامها بعد هايدى نسيتها مثلما تفعل فى كل مره ونظره بعيد عن الطفل الذى شعر بلامبلاة الرجل وعدم اهتامه بتلبية رغباته وانه بدا واضحآ انه ليس مثل الرجل الأخر الذى كان يحمله ويدلله ويلبى رغباته وهو يدندن ويغنى له ويمسح مخاطه اول بأول حتى انه كان يتعمد ان يسعل او يتمخط عندما تكون مزاجيته متعكره او يريد أن يخرج ريح حتى يحظى بتلك العين الامعه الملهوفه التى تتفانى فى خدمته انه رجل اخر تعس محطم وفى قلبه بقايا حب وعليه ان يمنحه درس حتى القصه بقلم اسماعيل موسى لا يشرد مره اخرى وهو يحمله معتقد انه فى نزهه مع حبيبه او يتمشى على شاطئ البحر فأطلق صرخه وهو يتملل وكان حريص ان تكون الصرخه طويله مولوله لاته يعلم ان صوته لازال ضعيف انتبه ادم لطفله الباكى وهمس بصوت رقيق
اش اش بااااااس وزاد الطفل من صراخه بكل عناد لانه لا يقبل أن يدلله ذلك الرجل مثل دجاجه او ذكر بط همس ادم مره اخرى وهو يهدهد الطفل ما رأيك ان نخرج للحقول مما آثار انتباه الطفل وتوقف عن الرفص سوف اخذك فى جوله فى الهواء الطلق وخرج من القصر ومر بين الحقول الرطبه التى تتراقص على انسام شتويه بارده وبلل الندى بنطال والده النظيف الأنيق الأسود ماركة اديداس مما زاد من سعادت الطفل وأطلق ابتسامه
مرحه من تلك التى يرسمها الأطفال الصغار على اشفاههم وسار ادم داخل فحيره يابسه قاصدآ النهر أكثر من خمسة عشر دقيقه من السير على الأقدام وهرب طائر ابو فصاد كان يكمن لدودة أرض وحلق لبعيد فى حقل قريب ولمح ادم من بعيد هر كهل يتمشى ببطئ على ضفة النهر
شير للبوست عشان السرقه
تفاعل عشان نكملخادمة_القصر
جزء 3
2
وكان الهر يمشى الهوينه شارد يرمق الأفق بنظره تعسه غارق فى الحزن وغراب الفقد ينعق فوق رأسه وجسده الهزيل يترنح يلعق ذهنه ويتقيء ذكرياته ويتسأل لماذا لا تتبخر ذكرياته القديمه مثل مياه النهر التى تتكاثف جواره
وكانت الشمس لازالت فى كفاحها المستميت لاغراق الأرض بأشعتها وبدأت تظهر كلما اتاحت لها الغيوم الفرصه وهنا وهناك تظهر فلوكه يجدف عليها صياد كالح يرتعش من البرد وفى بوكسته عدد قليل من سمك الشبار لا يكفى ثمنه لابتياع إفطار لائق يتمتم بحمد الله طامحآ ان يكون نصيبه فى الغد افضل وتمضى الحياه بين حلم وواقع مرير نعيشه ويبقى الأمل الذى يدفعنا ان نفتح عيوننا كل يوم.
جلس الهر تحت شجره شجره سرو عملاقه وحيده نبتت على شاطئ النهر اغصانها وارفه وجذعها قوى على أنها لا تمتلك اى عائله وتتساقط أوراقها دون أن تجد من يحزن عليها فيكنسها الريح نحو النهر الذى يجرفها نحو مقپرة النسيان وكان الهر لازال يفكر لما لا يكون التخلص من الذكريات بمثل تلك السهوله تكفى هبة ريح لاسقاطها من العقل وجرفها نحو المجهول
وجسده يرتعش ليس من البرد بل من الحزن الذى كاد ېقتله فهو لا يرى اى معنى لحياته بينما لا توجد اى بارقة أمل تساعده على المضى قدمآ
فكل مكان يحمل لديه ذكرى تغرس انيابها فى قلبه وتنهشه بلا رحمه حملق كيمو واكا بالافق الشاحب الشابوره التى تغطى مياه النهر وتمتم يوم مناسب للمۏت
إلى الآن لا يعرف السبب الذى دفعه للحضور لأرض القريه ولا يعرف لما ظهرت ميمى فى أحلامه وطالبته بالركض نحو القريه التى يكرهها ويكره كل من يعيش فيها ثم سمع سعال انسان بشرى
بصق كيمو واكا اخر ما ينقصه كائن متطفل يزيد من اوجاعه رجل يمشى ببطيء وعلى وجهه ابتسامه كيمو واكا يشعر انه يعرف الرجل لكنه لا يتذكره وعندما رأى الطفل الوقح شعر باستياء سيستخدمه الإنسان البشرى كلعبه من أجل ارضاء طفله اللعېن 
توقف ادم قرب كيمو وكا وراح يرمقه مطولا وادم الصغير ينظر نحوه يحاول أن يكون فكره عن هذا الحيوان الذى لمحه مره يأكل من ژبالة الشارع
قال ادم مرحبا ايها الهر انا اعرفك
وسمع كيمو واكا الكلمات وفهمها وحاول ان يرد انه لا يرحب بأى رفقه حاليا فمزاجيته متعكره ويرغب بالمۏت وخرج صوته على هيئة مواء غريب حانق !
ظل ادم مبتسم والطفل يحملق بوجهه
باندهاش يتسأل لماذا

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات