الإثنين 25 نوفمبر 2024

جنتي علي الارض

انت في الصفحة 31 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز


حالا انتي فين 
لم تجد بدا
من قول الحقيقه ما هو المشكله إني مش عارفه أنا فين بالظبط !
وصلها عبر الهاتف زفره قويه من إياد ثم قال واحده واحده و فهميني ايه اللي حصل لاني شويه و هافقد أعصابي قولي كل حاجه و مش هقاطعك 
قالت جنه باستسلام
أصلي شفت الولد اللي بيجي عالمكتبه و أنا رايحه الصيدليه و يا إياد كان بياكل مالزباله مقدرتش اروح واكلمه خفت ليهرب تاني فاضطريت امشي وراه عشان اعرف ساكن فين و محستش بالوقت و لا الطريق لغاية أما لقيت نفسي مش عارفه أنا فين 

سأل إياد بهدوء طيب الأول انتي فمكان فيه ستات 
قالت جنه أنا قاعده عالقهوه بس مفيش فيها ستات 
قال إياد طب مفيش ستات بتمشي في الشارع 
قالت جنه لا مفيش بس في ستات واقفه ع الكشك قصاد القهوه 
قال إياد طب خليكي معايا ع الخط و روحي اعرفي العنوان و أنا هآجي اخدك 
قالت جنه حاضر و اتجهت لمجموعة السيدات و سألت عن العنوان 
أخبرتها إحداهن بالعنوان لتخبره لإياد بدورها 
قال إياد خليكي واقفه معاهم لحد ما آجي 
قالت جنه بس دول مشيوا أنا هاروح استنى عالقهوه 
تنهد إياد و قال طب خليكي عالخط ها أنا هادور العربيه 
بعد حوالي نصف ساعه قضتها تجيب على سؤال إياد بين الفينة و الأخرى انتي كويسه حد دايقك
توقفت سيارته أمام المقهى ليترجل منها نهضت على الفور عند رؤيته و هتفت بصوت عال إياد إياد أنا هنا 
انتبه إياد لهتافها و تقدم لاغيا المسافه بينهما و قال پغضب انتي ايه ناويه تموتيني مش كفايه الصبح حرام عليكي 
قالت جنه معتذره أنا آسفه و الله آسفه 
قال لها بعصبيه اتكتمي خالص مش طايق اسمع و لا كلمه منك 
ثم أمسكها من مرفقها و اقتادها إلى سيارته فتح لها الباب لتدخل ليعود و يغلقه پعنف أربكها و استدار و دخل السياره بدوره و أدار المحرك 
قالت جنه ڠصب عني محستش بنفسي 
أغمض إياد عينيه لثانيه ثم قال بهدوء أنا قلت ايه قبل شويه مش طايق اسمع و لا كلمه منك متخلنيش أفقد أعصابي انتي فاهمه !
ثم انطلق بالسياره و انطلقت دموعها بالانهمار 
بعد حوالي عشر دقائق أوقف إياد السياره على جانب الطريق و سأل غاضبا فهميني بټعيطي ليه دلوقت كنتي عايزاني آخدك بالحضن ده لولا اللي حصل معاكي الصبح كنت اتصرفت معاكي تصرف مش هيعجبك نهائي انتي مش متخيله أنا طول الطريق دماغي بتودي و تجيب فافكار سوده و كنت سايق زي المچنون و كل ده عشان ايه حتة عيل و مين عالم يمكن وراه مصېبه زي ما حصل لما ساعدتي ماهيتاب الصبح 
بقيت جنه صامته تغالب دموعها فهي لم تألف بعد هذا الجانب منه ثورات غضبه و عصبيته الشديده 
شاهدته بطرف عينها يمرر يده في شعره يشعثه ثم يعود لترتيبه من جديد ثم نظر إليها و قال آمرا بصيلي 
وضعت جنه يدها على فمها محاولة اسكات شهقاتها لتجده أمسك بحقيبتها مخرجا بعض المناديل و ناولها إياها 
جففت دموعها و مسحت أنفها ليقول من جديد بصيلي 
أدارت رأسها نظرت إليه قائله أنا آسفه 
قال إياد أنا مش عايزك تتأسفي أنا عايزه أعرف ايه اللي مخليكي متعلقه بيه كده و ھتموتي تساعديه 
قالت جنه باستنكار ده المفروض اللي كل الناس تعمله مش بس تتعاطف لا لازم تساعد و تلاقي حل كمان 
قال إياد ده كلام انشا يا جنه أنا عايز أفهم ليه تعرضي نفسك للخطړ أكتر من مره عشانه ليه مش بتساعدي فالمعقول زي باقي الناس يا جنه ده تاني مره تجري وراه و متعرفيش حتى انتي في شارع ايه و لا هتلاقي مواصله و لا تضمني إن محدش يتعرضلك تاني ايه اللي مخليكي تلغي دماغك و تنسى الخۏف ايه اللي مخلي قلبك يدق كده و ينسيكي تستخدمي عقلك ليه يا جنه ليه نفسي أفهم 
قالت جنه بأسى انت عمرك ما هتفهم 
ثم أضافت بانفعال شديد انت متعرفش احساسه عامل ازاي طفل لا حول له و لا قوه بېخاف من أقرب الناس ليه اللي المفروض تكون مصدر الامان 
متعرفش يعني ايه تروح المدرسه كل يوم و الابله و المديره تشوف علامات الضړب باينه على وشك فالأول بيتخضوا و يستدعو ولي الأمر و يجي ولي الأمر و يتكلموا معاه و خلاص هتتخيل إنك هاتروح البيت و معدش حد يقدر يجي جنبك ما خلاص المديره اتصرفت
لكن تتفاجأ إن ده محصلش و مفرقش حاجه و تاكل علقھ ألعن من اللي قبلها لانك اتجرأت و فتحت بؤك وتروح المدرسه تاني يوم الابله تشوفك و ساعتها مش هتلاقيها مصډومة زي أول مره هتلاقي في عينيها نظرة شفقه اللي هتفهمها بعدين أما تكبر شويه نظره بتقول ربنا يعينك يا بنتي لانها بقت متأكده إن مسلسل الټعذيب هيستمر و مفيش حاجه هتتغير
مش لأنها مش قادره تعمل حاجه أو يمكن هي فعلا متقدرش تعمل حاجه لكنها محاولتش فيها ايه لو حاولت تاني فيها ايه لو تعبت نفسها شويه أضعف الايمان تبلغ المديره مره تانيه و يمكن تكون عملت كده لكن في النهايه المعظم بيقول وأنا مالي ما أنا حاولت اساعد عملو أضعف الايمان زي ما معظم الناس بتعمل 
و ده مش كلام إنشا ده حصل فعلا لواحده صاحبتي مكنتش عايزه كل الناس تتعاطف معاها كان نفسها بس شخص واحد يتحرك يعمل حاجه متتخيلش الړعب اللي هي كانت عايشه فيه عشان كده أنا مقدرش أعمل زي كل الناس مقدرش اكتفي بأضعف الايمان مقدرش 
احتقر إياد نفسه لتسببه في تكدرها و حزنها بهذا الشكل فهو يعلم جيدا
أنها لم تكن تتحدث عن صديقة ما و لكن عن ما مرت به خلال طفولتها و صباها 
و أحزنه أنها ما زالت تخفي عنه الكثير و أراد أن يقول لها الكثير و لكن اليوم كان قاسېا جدا عليها لن يضغط عليها لتعترف له بماضيها المؤلم ربما ليس الآن و لكن غدا بالتأكيد لن يحتمل المزيد من الأسرار 
قال إياد محاولا التخفيف من تكدرها أوعدك يا جنه إننا هنساعده و مش هنكتفي بأضعف الإيمان 
أومأت جنه مبتسمه 
قال إياد الاول قوليلي قدرتي تعرفي عنوانه يا حضرة المفتش كرومبو 
أجابت جنه بثقه ايوه بيتهم قصاد القهوه 
قال إياد كده قطعنا نص الطريق بس الأول ضروري توعديني إنك مش هتروحي هناك لوحدك تاني 
قالت جنه على الفور أوعدك أوعدك 
قال إياد معاتبا ما إنتي وعدتيني قبل كده لو شفتيه تاني تكلميني و برده مشيتي وراه لوحدك 
قالت جنه معلش أصل انهارده كنت متلخبطه بسبب اللي حصلي 
قال إياد طب سماح المرادي و أنا مالليله هابعت حد يسأل و يعرف كل حاجه عنه و ساعتها هنقدر نتصرف بالعقل و خطوه خطوه عشان نقدر نساعده بالشكل الصحيح 
قالت جنه يارب نقدر يارب 
قال إياد باذن الله هنقدر 
قالت جنه انا بجد فعلا لتاني مره بزعجك 
قاطعها إياد مداعبا يوووه مش قلتلك مش بنزعج من ازعاجاتك اللي مش بتخلص دي دي حتى ازعاجات لطيفه خالص تخيلي لو مش بتزعجيني كنت هاقدر اشوفك مرتين انهارده !
ثم أوصلها للسكن و انطلق يشوبه الكثير من القلق ليس بسبب أحداث اليوم فقط و لكن بسبب رفض الطبيب اخباره بنتائج الفحوصات على الهاتف و اصراره على حضوره لتلقيها 
الفصل السابع عشر 
أهي البدايه أم بداية النهايه 
دخلت جنه الشقه متعجبه من أن سماح لم تستعوقها فلقد تأخرت كثيرا بالنسبه لمشوار بسيط إلى الصيدليه و لكن و لدهشتها وجدت صديقتها تغط في نوم هانيء اقتربت من سريرها و 
أفاقت سماح و قالت بصوت ناعس انتي جيتي يا جنه 
أجابت جنه آه يا قمر كملي نومك أنا بس كنت عايزه أطمنك إني وصلت 
سألت سماح هي الساعه كام دلوقتي 
أجابت جنه بتلعثم بعد العشا بشويه يلا يلا كملي نومك زي الشاطره 
أغمضت سماح عينيها لتحس جنه بتأنيب الضمير فلقد باتت تكذب كثيرا على صديقتها و لكن بنظرها تلك كذبات بيضاء فسماح لديها هم يثقل الأكتاف و ليست بحاجه للمزيد من الهموم 
غيرت جنه ملابسها و اتجهت للمطبخ 
ركن إياد سيارته في الكراج
و سار متجها إلى بيت الضيوف فعليه الحديث مع كريم بخصوص نسرين 
طرق الباب ليفتح له كريم محييا ازيك يا مان 
أجاب إياد تمام و انت عامل ايه يا عريس 
أجاب كريم بلهفه يعني نلت الرضا و تنازلت و قبلت تناسبني !
ثم أضاف بطريقه مسرحيه أحمدك يا رب 
دفعه إياد في صدره و قال مش تكرم نسيبك و تدخله البيت 
ابتعد
كريم عن الباب و قال اتفضل يابونسب 
دخل إياد و جلس على أحد المقاعد و قال أبو نسب ايه انت ما صدقت الأول في حاجات لازم أعرفها قبل ما تنول الرضا يا دوك 
قال كريم أنا كنت حاسس إنك لازم تذلني الاول اتفضل هات ما عندك 
قال إياد دلوقتي ده كلام جد أولا أنا عايز أعرف ليه دلوقتي ما نسرين طول عمرها قدامك اشمعني يعني بعد ما اتخطبت 
أجاب كريم بجديه أنا طول عمري ثم صمت ليختار كلماته أنا طول عمري شايف نسرين نصي التاني بقلبي و عقلي لكن مكنتش قادر آخد خطوه لأني مش عايز أحرج حد ده لأني عارف و متأكد إن محدش فيكو هيقبل إنها تسيب هنا و تيجي تعيش معايا بره فمقدرتش أفاتح حد فالموضوع و أنا أساسا مش مقرر لسه أنا هاستقر فين مكنتش عايز أدخلها فالدوامه دي معايا و يحصل مشاكل ما بينها و بينكو 
قال إياد ده ايه كل الثقه دي و هي هتعمل مشاكل معانا ليه عريس أتقدم و مش مناسب عادي جدا 
قال كريم بحنق انت هتعمل نفسك مش فاهم !
ابتسم إياد و قال
طب حضرتك نويت تستقر فين إن شاء الله 
أجاب كريم هنا و على طول طبعا هابقى أسافر كل فتره أطمن على بابا و لكن شغلي و حياتي كلها هتكون هنا باذن الله 
قال إياد دلوقتي اقدر أقول مبروك يا دوك 
في داخل غرفته أمسك إياد هاتفه يريد أن يطلبها ليطمئن عليها ثم تراجع فربما كانت نائمه لن يوقظها فيومها كان شاقا للغايه و لكن لفت انتباهه وجود اسمها مضاءا على أحد برامج الدردشه التي نصحها باستخدامه 
فكتب لها أخيرا استوعبتي البرنامج و انضميتي لركب التكنولوجيا 
كتبت جنه أعمل ايه ما أنا مش مولوده و في إيدي موبايل زي ناس 
كتب إياد هو انتي بتلقحي الكلام ده عليا انا أكاد أجزم إنهم مكنوش لسه اخترعوا الموبايلات سنة ما اتولدت 
كتبت جنه صحيح انت عندك كام سنه 
كتب إياد إنتي تديني كام 
كتبت جنه أما تضحك 20 و انت مكشر كدهون ڠضبانة جدا 45 
كتب إياد طب و أنا عادي 
كتبت جنه
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 40 صفحات