مدينه النحاس
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
ومواعظ وذكر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أمته وشرفه وشرف أمته ومالها عند الله عز وجل من الكرامة.
وكان معه من العلماء من يقرأ تلك اللغة فنسخوا ما على تلك
الألواح ثم رأوا على بعد صورة من نحاس فذهبوا إليها فوجدوا
الصورة على صورة رجل في يده لوح من نحاس وفي اللوح مكتوب ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا
فقال الأمير موسى بن نصير هذه أرض بيضاء كثيرة
الأشجار والنبات والماء فكيف يهلك الناس فيها
وأمر جماعة من عبيده فدخلوا تلك الأرض حتى وصلوا الى ناحية الشرق
فلما وصلوا الى الشجر رأوا بحيرة كبيرة كثيرة الطير وهي كثيرة الأمواج وإذا رجل قائم فوق الماء فناديناه من أنت فقال أنا رجل من الجن
قلنا له فما بالك قائما على وجه الماء
قال سمعت صوتا فظننته صوت رجل يأتي هذه البحيرة
في كل عام مرة فهذا أوان مجيئه فيصلي على شاطئها أياما ويهلل الله ويمجده.
قلنا فمن تظنه قال أظنه الخضر عليه السلام ثم غاب عنا فلم ندر أين أخذ.
فأمر موسى أن ينزلوا حولها ويبيتوا
فنزلوا وأمر الغواصين فغاصوا
في البحيرة فاخرجوا جبابا من النحاس عليها
أغطية من الړصاص مختومة.
ففتح جب فخرج منه فارس من ڼار على فرس من ڼار في يده رمح من الڼار
فطار في الهواء وهو ينادي يا نبي الله أن لا أعود وفتح جب آخر فخرج
نفتح هذه الجباب لان فيها جن قد سجنهم سليمان عليه السلام لتمردهم فأعادوا بقية الجباب الى البحيرة
فلما عزموا على الانصراف قالت الادلاء ايها الامير ان الطريق الذي جئنا منه لا يمكن الرجوع منه لان الامم التي حول ذلك الطريق قد علموا بمجيئنا. و قد حالوا بيننا و بين الرجوع عليهم و لا قدرة لنا على قتالهم و لكننا نعدل الى جهة اخرى على امة يقال
مدينة النحاس بنتها الجن لسليمان بن داوود عليهما السلام
موقع كل الايام
لها منسك .
الى امة عظيمة و اذا بقوم كان كلامهم كلام الطير لا يفهم !!
فلما راوهم احاطوا بهم و عليهم انواع السلاح و هم كالتراب كثرة .
فايقنوا بالهلاك حتى خرج ملكهم فسلم عليهم بلسان عربي ففرحوا و استبشروا خيرا .
و سالهم من هم فقالوا له انهم عرب من حيز امير المومنين. اما هو فقال نحن امة من ولد منسك بن النفرة من ولد يافث بن نوح عليه السلام . و انا ملكهم
فساله الامير موسى بن نصير ايها الملك كيف تعلمت لسان العرب و لا ارى في قومك من يكلمنا به غيرك .
فقال الملك ما من لسان امكنني تعلمه الا و قد انفقت على تعلمه و تعبت في معرفته دهرا .
فاستاذنوه في الرحيل فاذن لهم.
ثم كتب موسى بن نصير الى عبد الملك بن مروان بجميع ما راه في رحلته الي مدينة النحاس التي بناها الجن لسيدنا سليمان.
فلما وصله الكتاب تعجب من امر المدينة و من تلك المواعظ و الوصايا التي على الالواح و اسماء الملوك و ذكر النبي عليه السلام و شرف امته. و قال الحمد لله الذي جعلنا من امته عليه السلام و اجاز الرسول و احسن اليه فيما يقال و الله اعلم
تمت.