عنيكي وطني وعنواني
زوج من الأعين ترصدتهم وتابعتهم حتى اختفوا
بعد انتهاء الليلة العصيبة والاطمئنان على الطفل المصاپ كان لابد من العودة ليلا إلى المنزل بعد اصرار مسؤلي المشفي الخاصة بذهاب الجميع حتى أهل المړيض تطوع حسين بأن اقل أسرة الأستاذ شاكر زوجته وابنتيه اما الحاج أدهم فقد عاد مع ابنه علاء وصديقه سعد
بداخل السيارة خاطب علاء ابيه قائلا
بتشكرني على ايه بالظبط
يعني ياوالدي على كل حاجة الصراحة من أول مجيتك الإفتتاح الليلة لوقفتك مع الجيران دا دي لوحدها كبيرة قوي عندي خصوصا إنهم ناس غريبة عنك ومتعرفهاش
قال أدهم بحزم
مدام جيرانك يبقوا مش اغراب ولا حاجة ثانيا بقى أنا سألت كويس عن الناس دي وعرفت إنهم ناس محترمين قوي
هو انت فعلا سألت عنهم
قال بثقة
طبعا سألت عنهم أمال يعني اسيب ناس تدخل لوالدتك وانا مش عارف أصلهم ايه ولا فصلهم
عاد للطريق وهو يمط شفتيه قائلا
والدتي !! قولتلي بقا
عند هذه النقطة غير دفة الحديث فجأة وهو يسأل صديقه الغارق فى افكاره وهو ناظر لخارج الطريق من النافذة
اجفل من شرود قائلا
هااا إنت بتكلمني ياعلاء
قال الحاج أدهم ساخرا
هه ياسعد دا انت مش معانا خالص إيه اللي واخد يابن مدبولي
بشبه ابتسامة أومأ برأسه ولم يجيب وهو يعود لأفكاره مرة أخرى
عندما توقفت السيارة امام المنزل الذي احتل بمساحته قطعة كبيرة من الحارة وجدها فى شرفتها تنظر اليهم بترقب قبل ان تتركها وتنزل سريعا إليهم ترجل أدهم من السيارة وهو يدعوا ابنه للدخول
قال بجمود
معلش يا والدي خليها مرة تانية الدنيا ليلت
وافرض حتى الدنيا ليلت مش بيتك ده وبيت ابوك تعالى ادخل انت وصاحبك
خرج صوت سعد من الكرسي الخلفي
خليها مرة تانية ياعم أدهم وانا هاجيبه بنفسي ونقعد معاك
قبل ان يرد أدهم جاء صوتها المتلهف
حمد الله على السلامة ياحج
عن إذنك ياولدي يادوبك اوصل سعد على بيته دا زمانه والدته قلقانة عليه
ماشي ياعلاء تصبح على خير
قالها أدهم وهو يصفق باب السيارة پعنف ليذهب الى زوجته التى استقبلته بقلق مبالغ فيه
اغلق باب المنزل خلفه قائلا بسأم
بعدين يا نيرمين هاقولك بعدين بس سيبني بس اريح شوية الاول
حانقة وهى ناظرة فى اثره بعد ان تركها وسط البهو الكبير
وبداخل السيارة تكلم سعد اخيرا بانتباه الى صديقه
احسن حاجة عملتها ياعلاء عشان انا عايزك فى موضوع ضروري
موضوع ايه اللي ضروري ياسعد احنا دخلنا فى نص الليل وانا على أخري
قال برجاء
معلش والنبي ياعلاء اتحامل على نفسك نص ساعة بس واسمعني
تأثر علاء برجاء صديقه فقال
ماشي ياسعد تحب نقعد فين بقى
أجاب سريعا بلهفة
عند القهوة اللى ورانا بيتنا دي بتبقى فاتحة للصبح
بعد نصف ساعة وبعد ان سرد سعد ما يطلبه وانتظر رد صديقه الذي بهت وجهه لبعض الوقت قبل ان يقول اخيرا
انت متأكد من طلبك دا ياسعد
و انا يعني لو مش متأكد هاطلب منك ياعلاء
كان يحاول جاهدا انتقاء كلماته
ياسعد افهمني البت صغيرة اوى عليك دا غير كمان ظروف اخوها
قال سريعا
ان كان على ظروف اخوها فالواض
اكيد بكرة يتحسن وان كان على سنها فدي مش مشكلة لو انت اتدخلت بشطارتك معاهم انا عرفت انهم بيعزوك من معاملتهم ليك وحسب ماعرفت انهم عيلة على قدهم ومتوسطة الحال وانا زي ما انت عارف ظروفى مشيت كويس دلوقتى وبقيت اكسب كويس من ورشتي
ياحبيبي انا عارف كلامك ده انا بس مش عارف افاتحهم ازاي والله
قال برجاء مع اصرار شديد ارتسم على وجهه
بقولك إيه ياعلاء انا قصدتك وانت صاحبي ارجوك بقى اقف معايا فى الموضوع ده انا من ساعة ماشوفت البت وانا قلبي اتعلق بيها وبجد بقى لو انت صاحبي بجد وحقيقى توقف معايا في موضوع جوازي من شروق !!
بالغرفة البيضاء كانت الأسرة جميعها مجتمعة حول إبراهيم الذي استعاد عافيته قليلا ليعي جيدا حديثه مع اسرته والدته بالكرسي المجاور لرأسه تطعمه بيدها وزوجها جالس على طرف التخت أما الفتيات شقيقاته فجر وشروق بجواره من الناحية الأخرى يداعبنه بالأحاديث الطريفة
قالت شروق بمشاكسة
طبعا ياعم انت هاتعيش الدور بقى علينا طول الإيام إللي الجاية دي اكل ودلع ونوم فى السرير براحتك ولا دراسة بقى ولا قرف
كان رده ابتسامة ممتعضة أثارت ضكك الجميع فقالت فجر بمرح هي الأخرى
يالهوي عالعسل لما يكشر بوشه
اللتفت إبراهيم مخاطبا لأبيه
ماتشوف بناتك ياعم الحج دول اللي بيستظرفوا على ابنك العيان
سمع منه شاكر فقال