الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية كامله بقلم شيماء النعمان

انت في الصفحة 1 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

زفاف رائع كما حلمت به دوما بجوارها حبيبها والذى أصبح منذ دقائق زوجها
تجد السعادة في وجه أبيها وعينا أمها
فرحة إخواتها بها في ليلة العمر
ولكنه هو .......صامت
شارد بعيد عنها على غير عادته حتى قبلته لها بعد عقد القران كانت باردة سريعة
رجحت ذلك لكونه متوترا ومرهق من كثرة انشغاله الفترة الماضية في تحضيرات عش الزوجية بعد عودته من سفره من إحدى الدول العربية التي يعمل بها كمهندس معمارى

ربتت على كفه بابتسامة مشرقة تنير وجهها الصابح الندى وعيناها البريئة الفرحة
خالد مالك يا حبيبي في حاجة مضايقاك
إلتف إليها مبتسما يتأملها قطته الصغيرة
تويا 
عيناها الصغيرة كوجهها ككل ما فيها ناعم رقيق لكنه شقى كتلة من ڼار
فرسة جامحة لا تريد لفارس أن يروضها
تريد أن تنطلق دائما في الحياة تضحك ......تستمتع
وتلعب أحيانا 
يقهر قلبه ليجعله خاضعا لحبها
وهو وحده استطاع جمحها استطاع ترويضها
انتبه على صوتها تناديه بخفوت
خالد حبيبي مالك سرحان في إيه كده
فيكى يا تويا ......مش مصدق خلاص أننا بقينا مع بعض يا حبيبتى
نظرت حولها محاولة إخفاء توترها ثم عادت إليه محاولة إظهار الثبات
أصلك ساكت وزى ما يكون في حاجة شغالاك
حبيبتى معلش أنتى عارفة من يوم ما رجعت من السفر وأنا تعبان في الشقة وتجهيزات الفرح
أكيد إرهاق
ابتسمت براحة مطمئنة أن اعتقادها كان صحيحا
ها هي تخطو بقدميها عشها السعيد كما حلمت به
كما خططت له
في كل مكان
حلمت ونفذت حلمها على الواقع
مارست عملها وموهبتها وعشقها للديكور
تويا حبيبتى ادخلى غيرى هدومك عشان عاوزك في موضوع مهم
فركت كفيها توترا وازداد تعرق وجهها طيب أنت مش هتغير هدومك
_أنا هاخد دش وأغير في الأوضة التانية تكونى أنتى كمان خلصى بس بسرعة
أولته ظهرها واتجهت لغرفتها تشعر بخيبة أمل
كانت تحلم باشتياقه
تحلم بقربه
تحلم أن يسقيها من حبه وعشقه
لكنه كان بارد كلوح ثلج جامد المشاعر
حاولت أن تتناسى وان تستمتع بليلتها وببيتها الجديد
نظرة راضية عن صورتها بقميصها الأبيض الحريرى الغض بانسيابية
أعادت خصلات شعرها الأسود الطويل للخلف مستمتعة به تعرف أن خالد طلب منها تقصيره ولكنها رفضت هي تحبه كما هو تحبه بطوله وتموجاته الناعمة
تذكرت فجأة خالد الذى ينتظرها بالخارج بداخلها شعور غريب
إحباط
خيبة أمل
لا تعرف كل ما تعرفه أن بداية ليلة زواجها كانت باردة !
نظرت خلفها لاسدال الصلاة أمسكت به مترددة أترتديه الأن أما تخرج إليه أولا لتعد له العشاء الذى أعدته أمها بكل ما لذ وطاب
عقدت
أمرها بالخر
مالك يا حبيبي قاعد كده ليه
إلتف إليها مبتسما ولا حاجة يا حبيبتى
أخفضت عيناها ثم عادت تنظرإليه محاولة تغيير حالة الرهبة والتوتر لتجده ينظر إليها بجرأة أكثر عيناه تتفحصها بإعجاب بنعومة
لتبعد عيناها عنه مرة أخرى وتقول بتوتر تتعشى
ابتسم قائلا وهو ده وقته
ثم اعتدل قائلا بجدية تويا
أنتى عارفة أنا بحبك ازاى صح
أؤمات برأسها مجيبة أيوه عارفة طبعا
عاد يبقى تسمعى كلامى يا حبيبتى وأى حاجة أقول عليها تتنفذ بدون نقاش ممكن
ابتسمت بقلق في إيه يا خالد
عاد بصرامة وجهه مكررا حديثه كلامى يتسمع يا تويا من غير نقاش مفهوم
قامت من مكانها مبتعدة عنه حائرة في إيه يا خالد أنت عاوزنى انفذ ايه ومن غير مناقشة ما تفهمنى
قبل أن يعاود حديثه ارتفع صوت جرس الباب لينظرا لبعضهما لتتسائل في إيه مين هيجى دلوقتى
قام ناحية الباب مجيبا ببساطة دى أمى
اتسعت عيناها دهشة وتعجب عندما رأته يفتح الباب لوالدتهسميرة تلك المرأة الشمطاء القوية والتي كادت ان ترفض الزواج بسبب تسلطها وتجبرها
لكنها لم تكن بمفردها بل كانت بصحبتها إمرأة أخرى سمراء متشحة بالسواد من رأسها لأخمص قدميها
وجهها أثار الړعب في قلبها
عن أعين حماتها التي تناظرها بتفحص
ثم عادت لخالد قائلةيلا يا خالد خد مراتك وادخل جوه وإحنا هنحصلك
ابتعد عن أمه من تويا يلا يا تويا
نزعت ذراعها بقوة متسائلة يلا إيه ودول عاوزين إيه 
مرة أخرى بقوة يضغط عليه أنا مش قلت تسمعى الكلام من غير نقاش
حاولت لكنه قوى متحكم فيها بقوة وقسۏة
أنا مش هسمع كلمة غير لما أفهم في إيه بالظبط ومين الست دى
سميرة قائلة بسطوة وتحكم تسمعى الكلام يا بت أنتى خلينا نخلص
ابتعدت عنه أخيرا متراجعة بظهرها للخلف تخلصوا من إيه فهمونى
وضعت
سميرة كفيها على جانبيها قائلة بقوة ابنى لازم يدخل واطمن يا كده يا أخلى اللى ما يشترى يتفرج عليكى وعلى أهلك
صړخت بهذيان وهى تنظر لخالد هي بتقول ايه يا خالد هي مالها ومالنا إزاى تتدخل في حاجة زى دى
خالد فهمنى
قالت كلمتها الأخيرة بصړاخ لينظر إليها هو ببرود ېقتلها
هتسمعى الكلام يا تويا واللى أمى تقول عليه يتسمع مفهوم
عادت لتصرخ بقوة أكثر لا مش مفهوم
أنا عاوزة أعرف إيه التخاريف اللى بتقولها دى
صاحت بها سميرة تخاريف مين يا هانم
ابنى عليكى دلوقت كمان عشان اطمن على ولا هتطلعى زى مراته الأولانية
اتسعت عيناها جزعا لا تصدق ما تسمعه تنظر لخالد الذى
أخفص رأسه صامتا منه بحذر خالد ........أنت كنت متجوز قبل كده
ابتلع غصة في حلقه

وهو ينظر إليها أيوه ....... اتجوزت وخدعتنى ويوم الفرح عرفت أنها مش 
وحقى دلوقتى أنى أتأكد منك أنتى كمان
وكأن صاعقة هبطت من السماء لتحط على رأسها ووهى تستمع لحديثه وخداعه لها وكذبه عليها
يعنى كنت متجوز وخبيت عليا وعلى أهلى ودلوقتي جايب أمك والست دى عشان تثبت أنى مضحكتش عليك
أنا يا خالد......... أنا يا خالد شايفنى كده
ده أنت ملمستش منى شعرة غير لما كتبنا الكتاب
من يوم ما خطبتنى شفت إيه عليا يخليك تشك فيا
قالت سميرة بملل بقولك ايه يا بت أنتى ما دام واثقة في نفسك يا حبيبتى يبقى تسمعى الكلام وتنفذى اللى تقول عليه مفهوم
صړخت بها أكثر ودموعها تغشى عيناها تشعر پقهر وذل لم تعد تتحمله أنتى ست مچنونة ومريضة أنا مستحيل هسيبكم تعملوا فيا كده
أنا هكلم أهلى يجوا يتصرفوا معاكم
قبل أن تكمل حديثها كانت صڤعة خالد لها تخرسها لتنظر إليه پصدمة وهو ېصرخ بها أنتى بتطولى لسانك على أمى وأنا أودامك
طب اعملى حسابك بقى يا تويا
قبل أن يكمل كانت تسرع نحو غرفتها لتغلق الباب بالمفتاح بسرعة وتبحث عن هاتفها لتتطلب رقم والدها
وصړاخ خالد يرعبها يأمرها بفتح الباب ولكنها تجاهلت كل هذا
وهى ترتدى إسدالها
والهاتف على أذنها حتى سمعت صوت أبيها يجاوبها بقلق تويا إيه يا حبيبتى أنتى كويسة
ظلت تبكى وتصرخ وطرقات خالد تزداد شراسة لتنادى أبيها پخوف وجزع الحقنى يا بابا تعالى خدنى من هنا
صاح بها أبيها في إيه يا بنتى حصل إيه وخالد پيصرخ كده ليه
زاد نحيبها وبكاؤها ضحك عليا يا بابا كان متجوز قبلى وأمه جاية معاه ومعاها واحدة ست شكلها بشع بتقولى لازم أتأكد منك
الحقنى يا بابا عشان خاطرى
صړخ بها أبيها أوعى تخليه اقفلى على نفسك بالمفتاح وأنا مسافة السكة وهكون عندك يا حبيبتى مټخافيش
زادت محاولات خالد لكسر الباب وسميرة تصرخ به اكسر الباب وهاتهالى البت دى
انكمشت على حالها أكثر تنادى أبيها متتاخرش يا بابا عشان خاطرى هيموتونى
ما أنا أغلقت الهاتف مع أبيها حتى هرع يرتدى ملابسه لتوقفه زوجته بدهشة في إيه يا محمود بتلبس ليه ومين اللي كان بيكلمك
صړخ بها وهو يكمل ارتداء ملابسه ابن ....... اللى آمنته على بنتى الوحيدة طلع متجوز قبل كده وجايب امه الحرباية عشان تتأكد من بنتى
ده على جثتى لو فضلت على ذمته يوم واحد
هرعت خلفه ترتدى أسرع ملابسها وهو ېصرخ بها كلمى ولادك الرجالة خليهم يحصلونى يا ليلى
أنا مش هسيب بنتى لحظة واحدة في بيت ده
طرقات أعنف وصړاخ يرعبها أكثر وهى ما زالت تغلق الباب وتقف خلفه تستمع لحديثه ولصړاخ أمه وتحريضها
له على كسره ليختفى صوته للحظات ظنت أنه هدئ بعض الشئ
ولكن أملها اختفى وهى تسمع صوت مطرقة قوية يحاول كسر الباب بها
تراجعت للخلف پخوف وهى تدعى الله أن يسرع أبيها إليها
ولكن ما أن تراجعت قليلا للخلف لتفاجئ به يفتح الباب بقوة ووجهه يتصبب عرقا وعيناه مرعبة ونظرته إليها لا توحى بالخير أبدا
تراجعت أكثر وهو يدخل من باب الغرفة وخلفه أمه تنظر إليها بغل وقسۏة
وهو ېصرخ بهاكلمتى أبوكى
كلمتى أهلك كلهم يا تويا بس محدش فيهم هيرحمك منى محدش هيقدر يمنعنى أخد حقى منك
راجل ومراته يتدخلوا بينا ليه
صړخت به وهى تبتعد أنت كذبت علينا كلنا خبيت أنك كنت متجوز قبل كده ودلوقتي جايب أمك والست دى عشان تثبت أنى يا خالد عاوز تتأكد أنى لا بقى أنا أشرف منكم كلكم بس مش ولا منى شعرة واحدة عشان أنا مستحيل أكمل معاك
زاد ا البطئ حتى أصبح وجهه بالنسبة إليها كوجه شيطان مخيف يرعبها مجرد النظر إليه
ظلت تتراجع وهى تسمع صوته الحثيث وابتسامة مخيفة تجعلها تشعر بالغثيان
اصطدمت بطاولة الزينة نظرت نحوها سريعا لتبحث عن أي شيء لتدافع عن نفسها منه لم تجد أمامها إلا مبرد الأظافر الخاص بهاوهى تهدده به
أبعد عنى يا خالد أحسنلك لو هضربك بيه
كما ألمتها ضحكته
الساخرة وهو ينظر إليها بقسۏة وأنتى هتقتلينى بالمبرد ده يا تويا
وة واهنة مازال يرتعش ومازالت أمه خلفه تحرضه على الكلمات
متبقاش ابنى لو مكسرتش عينها يا خالد خد حقك منها وارميها لأبوها وأن ما فضحتها أودام الناس كلها مبقاش أنا سميرة
نظرت إليها وهى مازالت تبكى وتتراجع خوفا منه حرام عليكى أنا لو بنتك ترضى عليا كده
صړخت بها سميرة اخرسى أنا بنتى أ والكل يحلف بكده انتى مين أنتى جنبها أنتى ولا حاجة
لم يعد أمامها غير الشرفة هي من خلفها وهو من أمامها
لم يعد أمامها مفرمن النافذة لتلقى حتفها أم تتركه يفعل بها ما يريد وتظل عمرها أسفل قدميه وقدمى أمه مجرد خادمة لنزواته وتسلط أمه
وقرارها صعب لكنها لن تظل معه مهما يحدث
تراجعت بسرعة نحو النافذة متأهبة لتلقى حالها ولكنه كان أسرع ليقبض على شعرها بقسۏة صارخا بها عاوزة ترمى نفسك من البلكونة هرميكى مټخافيش بس بعد ما اخد حقى منك يا تويا وأنا بنفسى

هرميكى
حاولت التخلص من قيده والصړاخ والاستجداء لأحدهما ولكن من يسمعها من ينقذها منه
يجلس رجل كبير طاعن في السن على كرسى متحرك يفرك كفيه بتوتر وصوت صړاخ تويا يصل إليه يحاول الاقتراب من باب شقته لېصرخ بأحدهم انقاذها من إيدى ابنه وزوجته المتسلطة ولكن لا جدوى ذراعيه لم تعد تتحملان
أن يدفع بهم الكرسى
نظر خلفه ليجد هاتفه أسرع إليه وضغط سريعا اسم ابن أخيه الذى يسكن في الطابق الأعلى ليصيح به عندما أجابه
انزل يا حمزة الحقنى يا ابنى
لم ينتظر الكثير حتى وجده أمامه مڤزوعا وصوت الصړاخ يتعالى أسرع إليه متسائلا في إيه يا عمى مين بيصوت كده
حاول الرجل التنفس بهدوء وهو يشير إلى باب شقة ابنه خالد
خالد يا حمزة بيضرب مراته
فاكرها زى مراته الأولانية ألحقها يا ابنى أمه مقوايه عليها
 

انت في الصفحة 1 من 15 صفحات