الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية للكاتبة / الهام رفعت

انت في الصفحة 23 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

ما انا عايشة 
ازدردت مارية ريقها لا تعرف ماذا تقول لها فقد شل تفكيرها بالكامل ادركت الآن أن لا مفر امامها لتخرج مما هي فيه كان تفكيرها منصبا على طفلها فهي لا تريد التفريط فيه نظرت للمرأة تتوسلها بنظراتها ألا تفعل ولكن لا حياة لمن تنادي فالمرأة قليلة الحيلة بكت مارية ونظرت لوالدتها قالت بنبرة تفطر القلوب
ولو مت يا ماما 
ردت بقلب متحجر وهي تحدق بها بنظرات غليظة
يبقى عمرك 
لم يفتعل ضجة بالمعنى الصحيح واكتفى بالزواج منها بطريقة هادئة فقد
خشي فؤاد حديث البعض حول زواجه من فتاة في عمر ابنته لفارق العمر الكبير بينهم رضت اسماء بالأمر فقد خشيت هي الأخرى حديث الآخرين عنها كونها ابنة الخادمة كل منهما له تفكيره وهذا سينقلب بالإيجاب على حياتهم سويا بالتأكيد فكل منهما يتمنى الرضى للآخر ولج فؤاد بها غرفته التي جهزها ليوم زواجه في منزلهم 
مبسوطة يا اسماء
اومأت برأسها مع ابتسامة رقيقة تزين ثغرها ردت باستنكار 
انت لسة بتسألني المفروض انا اللي اسألك السؤال ده انت متعرفش ان سعيدة النهاردة قد ايه 
بحبك يا اسماء 
اتسعت ابتسامتها الفرحة لترد عليه بنبرة عاشقة 
مش اكتر مني يا حبيبي 
انزوت مارية في احدى الاركان تتوسل بشدة وبكاءها يملأ المكان قسى قلب فريدة وتحجر فيما ستفعله معها لم تكره فريدة ابنتها بالمعنى الحقيقي ولكن فكرة انجابها من قاټل زوجها دفعتها لذلك ارادت التخلص من الجنين وليس هناك سوى ذلك الحل وجهت فريدة بصرها لتلك المرأة وأمرتها 
مستنية ايه يلا شوفي شغلك 
اضطربت المرأة وتوجهت ناحيتها وهي تجر اقدامها للسير فالموقف ليس بجيد انكمشت مارية في نفسها وصړخت فيها 
شعرت المرأة بالشفقة عليها واستمرت في التقدم منها فازداد بكاء مارية ونحيبها وقفت المرأة امامها لتمسك بها ولكن لم تستسلم مارية لذلك ونظرت لها بشراسة ودفعتها بعيدا عنها فهي تحمي نفسها او بالأصح جنينها تراجعت المرأة للخلف وكادت ان تتعثر في وقفتها وتسقط اثر دفعتها العڼيفة لها تقلدت مارية بالشجاعة ووزعت انظارها الفتاكة عليهم رغم الخۏف الذي ما زال بداخلها حدجتها فريدة بنظرات غاضبة ووجدت أن الأمر تعقد كما أنها اغتاظت منها لدفاعها عن ما تحمله بداخلها منه صرت فريدة اسنانها وتوجهت ناحية الباب وسط نظرات مارية المترقبة لها منتظرة ما ستزمع له معها فتحت فريدة الباب فقد
اخذت احتياطاتها فهذة المسألة ألا وهي مقاومة ابنتها كان بالخارج امرأتان ينتظرن تعليماتها افسحت فريدة لهن الطريق ليدخلن الغرفة كانت هيئتهن مرعبة جعلت تعابير مارية تشحب فجأة شعرت بعدها بدوار عڼيف يغزو رأسها فقد انتهت حتما اوصدت فريدة الباب وتحركت للداخل لم ينتظرن المرأتان اعطاءهن الاوامر فهن على علم مسبق بسبب مجيئهن كانت كل خطوة تخطوهن نحوها تبث الړعب في اوصالها زاغت عينا مارية وهي ترى قسۏة والدتها معها جاء على فكرها زوجها وكم تمنت بقاءها بجانبه ولكنها وقعت في فخ نصبته والدتها لها نظرت بأعين ضعيفة من شدة البكاء لهاتين المرأتين 
ابعدوا عني ھموت 
الفصل الثاني عشرل
عودة للخلف 
ولجت بها فريدة الغرفة وهي تجوب إياها باحثة عن ابنتها عبست فجأة من عدم وجودها نظرت حولها پغضب وهي تسأل نفسها أين ذهبت صرت اسنانها وهي توجه بصرها لهذة المرأة قالت لها بنبرة غاضبة 
خليكي هنا اما اشوفها راحت فين انتي سامعة 
ردت المرأة بطاعة جلية 
تحت امرك يا ست فريدة انا مش هتحرك من هنا 
تركتها فريدة وتتبعت المرأة خروجه بأعين كالصقر ما أن تأكدت من ابتعادها حتى دلفت للخارج لتنظر حولها باحثة عن أحد ما ترسله إليه ليخبره عما يجري هنا فهي تعلم ما بينهم من عداوة وبالتأكيد ليس لديه علم بذلك ارادت المرأة الإستفادة مما يحدث بأنه سيمنحها الكثير من المال افضل مما ستأخذه إذا نفذت إجهاضها شهقت بفرحة وتراقصت دقات قلبها حين رأت احدى الخادمات ذي الحالة الدونية وجدت المرأة أنها هي من تبحث عنها على الفور ركضت سعدية نحوها وقالت لها 
تعالي يا بت عاوزاكي في كلمتين 
لم تجد تلك الخادمة الصغيرة مانعا في
الذهاب إليها ومعرفة ما تريده منها دنت من سعدية لتنتظر ما تأمرها به ابتسمت لها سعدية بسخافة وهمست بنبرة حماسية لتحثها على الإنصات لما ستتفوه به وتستحوذ على انصياعها لها
تحبي يبقي معاكي فلوس كتير 
نظرت لها الفتاة بجهل وظنت أنها تتلاعب بها
بينما اكملت سعدية بنبرتها الماكرة 
عارفة لو عملتي اللي هقولك عليه هجبلك هدوم غير اللي انتي لبساها دي وهديكي فلوس كمان 
هتفت الفتاة بعدم تصديق 
بتتكلمي جد! 
هتفت سعدية بلوم زائف 
ههزر يعني بس المهم دلوقتي مافيش وقت ولازم تعملي اللي هقولك عليه 
انصتت لها الفتاة بإهتمام وهي تحرك رأسها بتفهم مع كل كلمة تهمسها داخل اذنها لتطيعها الفتاة راكضة نحو وجهتها تعقبتها سعدية بابتسامة واسعة وهي تشعر بأن باب السعادة سيفتح لها لتلقى الخير ينهمر عليها طمع تلك المرأة في الحصول على المال هو من ساعد مارية اليوم ليأتي زوجها لها حيث
عودة للوقت الحالي 
انتفض جميع من بالغرفة إثر طرقات الباب العڼيفة حيث وقف عمار بالخارج يطرق الباب ويركله پعنف ويبدأ في تكسيره فقد وصله الخبر الذي جعله يفقد القدرة على السيطرة على هياجه وغضبه المدروس صړخ بنبرة مهتاجة 
افتحوا احسنلكوا اللي هيلمس مراتي ھيموت النهاردة افتحوا الباب 
قالها عمار بتشنج وهو مازال يطرق الباب پعنف في حين ارتعبن النسوة في الداخل ونظرن لفريدة التي تحدق في الباب بعدم استيعاب مجيئه وهي تسأل نفسها كيف علم وصرت اسنانها پغضب لوجوده هنا اما بالخارج شدد عمار من قوته ليدفع الباب پعنف لينفتح بحركة جعلتهن ينتفضن فزعا ويدب الړعب في اوصالهم أكثر ما أن رأوه هكذا حيث يتطاير الشړ من عينيه وحالته تجبر من يراها أن يختفي من امامه على الفور ابتعدن النسوة عنها وتراجعن للخلف وهو يرتجفون أما سعدية فنهضت بهدوء فهي على علم بقدومه وعن فريدة حدجته بنظرات فتاكة غاضبة لو ټقتل لقټلته على الفور تجاهل عمار كل ما حوله ليركز انظاره الخائڤة والقلقة على زوجته المستلقية على ظهرها شاحبة الوجه وتنظر للأعلى بتوهان لم يمكث عمار كثيرا في محله بل هرع تجاهها ودنا من الفراش ليصعد عليه وعيناه عليها ېقتله القلق وهو يتطلع عليها بحزن 
ما تخافيش يا حبيبتي انا جيت ومحدش هيقدر يعملك حاجة 
اغمضت عينيها لتتنفس بارتياح في حين وقفت فريدة تتابع ما يحدث امامها پحقد جارف وهي توزع 
انتي أم انتي فيه أم تعمل كدة في بنتها 
حدجته بنظرات ضروسة حين ردت پغضب 
ابعد عنها دي بنتي وملكش دعوة بيها مش كفاية قټلت ابوها عايز ايه تاني مننا 
تشبثت مارية بقميصه لا تريده ان يتركها اڼصدمت فريدة من حركتها تلك لتلعنها في سرها فقد اتفقت مع قاټل والدها وتتعايش معه دون حياء كأن من قټله لا يمسها بصلة بينما ربت عمار على ظهرها كي تطمئن نظر للأخيرة وهتف باعتراض وهو يرفع زوجته لتنهض معه 
اللي بتتكلمي عنها دي تبقى مراتي ومش بس كدة دي حامل في ابني اللي كنتي عايزة تنزليه من شوية انتي وشوية النسوان اللي انتي جيباهم 
قال كلماته الأخيرة وهو يرمق تلك النسوة
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 28 صفحات