الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية للكاتبة / الهام رفعت

انت في الصفحة 20 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

اطلعيلها واقعدي براحتك 
تعجبت اسماء تغييرها معه وفطنت ذلك كونها ستتزوج من فؤاد اعطاها هيبة من الآن ابتسمت لها ثم صعدت للاعلى وسط نظرات راوية التي تبتسم ساخرة في حين لفت انتباه اسماء اثناء سيرها في الرواق المؤدي للغرفة تلك الفتاة التي ولجت احدى الغرف شبهت عليا فليست المرة الأولى تراها فقد ارشدها قلبها وعقلها بأنها قابلتها قبل مرة ولم تتذكر أين مطت بعدم اهتمام واستدارت لتكمل طريقها 
دثرته مارية جيدا وتركته يغفى لبعض الوقت جبهته بهدوء وتطلعت عليه مبتسمة بحزن فكانت ستخسره وهي السبب تنهدت لتلوم نفسها فقد خدعهم والدها جميعا ارتدى قناع الطيبة امامهم وجهل من حوله شخصيته الحقيقية المنكودة بداخله شعرت بالأسى على والدتها قبل كل شيء فهي لا تعرف حقيقته لتمحي ذلك الإنتقام بداخلها فكرت في نفسها اخبارها ولكن تعلم بأنها لن تتحمل وربما يصيبها ما تخشاه وتخسرها احتارت مارية في اخبارها او من عدمه كون والدتها تعشق والدها اقنعت نفسها بأن كتمانها للأمر هو الحل الصواب الآن وربما مع الوقت تتناسى كل شيء وترتضي بالأمر الواقع اخرجها من شرودها صوت طرقات على الباب على الفور نهضت مارية كي لا يفيق عمار اثر تلك الأصوات فهو بحاجة للراحة توجهت لفتح الباب وإذ بها اسماء تأتي إليها لتتفاجئ بوجودها ضم الإثنان بعضهما بمحبة واشتياق فلم ترها منذ فترة ابعدتها مارية لتنظر لها وتقول بنبرة مشتاقة لائمة 
كدة يا اسماء متجيش تشوفيني مش عارفة اني بحبك 
ابتسمت لها اسماء لتقول بحماس 
انا مش بس جاية اشوفك انا جاية اخدك معايا 
انفرجت شفتي مارية فرحة بأنها سترى والدتها نظرت لها وتذكرت أنهن على الباب ادارت رأسها لعمار وخطفت نظرة اطمئنان علية ثم عاودت النظر لها قالت وهي تدفعها للخارج وهي معها 
تعالي نقعد في البلكونة اللي برة نتكلم براحتنا علشان عمار نايم 
عاملة ايه مع عمار شكلك بيقول أنك انتي وهو حلوين 
استحت مارية وردت بإماءة خفيفة من رأسها والفرحة تكسو طلعتها
أنا وعمار حلوين قوي قوي خلاص مبقتش بفكر انتقم منه هو حبيبي وكل حاجة عندي 
نظرت لها اسماء بذهول وهي تسأل نفسها ماذا حدث لتتغير هكذا فابتسمت مارية حينما رأت معالم الدهشة على وجهها وضحت مارية بمفهوم جاد وهي تأخذ حذرها بعدم تدنيس اخلاق والده فهو وسيظل امام الجميع والدها فلتتكتم على الامر الآن فقد ذهب إلى طريق اللا رجوع 
عمار شرحلي أنه مكنش بإرادته ابوه هو اللي غصبه على كدة هدده پالقتل لو معملش كدة وبصراحة كدة ابوه معذور بابا قتل اخته فعلشان كدة اخد بتارها 
تستمع لها اسماء بعدم اقتناع وايقنت أن بالأمر ما هو مضمر عن انظار الجميع لكشفه بينما اهتزت نظرات مارية نحوها مرتبكة لا تريد ڤضح السبب
الرئيسي لما حدث وادركت عدم اقتناعها بذلك نظرت لها مبتسمة بصعوبة واردفت لمغايرة الموضوع 
مش هتباركيلي يا اسماء 
انتبهت لها اسماء وحملقت فيها بعدم فهم فاستأنفت مارية بابتسامة ذات مغزى وهي تضع يدها على بطنها المسطح
أنا حامل 
شهقت اسماء وهي تنظر لها پصدمة رددت بعدم تصديق
بجد يا مارية انتي حامل ! 
اومأت برأسها وردت مؤكدة بنبرة هادئة رغم فرحتها الجارفة
حامل في شهر يعني من اول مرة لمسني فيها 
فرحت اسماء لها وتمنت صلاح حالها تبدلت تعابيرها فجأة لتتذكر أمر والدتها فماذا عنها إن علمت تعجبت مارية منها واستفهمت 
ايه يا اسماء بتفكري في ايه 
نظرت لها ضاغطة على 
لبعض الوقت عقدت بين حاجبيها لترد عليها بتردد 
والست فريدة هترضى بكدة انتي عارفة انها وافقت تخليكي تيجي هنا علشان بس ټنتقمي دي لو عرفت ه 
بترت اسماء بقية حديثها لا تريد اثارة ريبتها من والدتها إن علمت فهي لن تتقبل بسهولة او بالأحرى لن تتقبل نهائيا الأمر وعن مارية شردت في حديثها
فهذا ما كانت تفكر فيه قبل
أن تأتي تنهدت بأسى وردت عليها بنبرة باتت حزينة 
هعمل ايه يعني مش بإيدي يا اسماء انا بحب ومقدرش اضيع حبيبي ابو ابني اللي جاي علشان 
لم تستطع مارية اكمال جملتها فقد اعهدت نفسها بأن تضمر السبب بداخلها استطاعت هي تفهم القصة وتأقلمت معها وتناستها لتكمل حياتها معه بسلام كما تمنت من قبل فماذا عن البقية تنهدت بضيق ونظرت لها وقالت بتنبيه حاد 
اوعي يا اسماء تقولي لحد على اللي بيني وبين عمار لأي حد ماما لو وصلها الخبر مش بعيد تقتلني انا راضية بحياتي مع عمار ومش عايزة اخسره او اضيع ابني مني 
انصتت لها اسماء بتفهم فهي عاشقة مثلها وتفهم عليها تصنعت ابتسامة وقالت بامتثال 
خلاص يا مارية مش هقول لحد 
صمتت لتتابع بنفاذ صبر ونبرة حالمة 
ويلا بقى قومي جهزي نفسك علشان الست فريدة مأكدة عليا تيجي انا ماصدقت فؤاد هيكتب كتابنا النهاردة 
صعد مكرم للأعلى للإطمئنان عليه بعدما علم بمجيئه اليوم عرج لغرفته ولكن اثناء سيره وجدها تتقدم منه بهيئتها الهادئة التي طالما احبها ساقته قدماه ناحيتها وهو هائما فيها وزائغا في لقاءه الأول بها فكم كره ابن عمه حينما يجده يدخل الغرفة عليها لتطارده هواجس اقترابه منها ومبادلتها الحب له لم يبين مكرم حبه لاحد لفارق العمر بينهم حيث تكبره منى بعامين تحمل ذلك متمنيا لها السعادة كان هناك ما جعله يكن الكره لعيسى حين علم بتطاوله عليها بالضړب ومعاشرته لهؤلاء النسوة الاقل منها شأنا وجد أن قټله مستباح فقد ساعد عمار في التخطيط لقټله بطريقة غير مباشرة وذلك بعدما دس عمار الافكار السامة في فكر شركائه لينهوا امره بنفسهم دون ان يلوثا ايديهم بدماءه لم ينتبه لعقله الذي شرد مجرد رؤيتها في أنها واقفة امامه وتنظر له بتعجب وعي مكرم لنفسه وابتسم بعذوبة جعلت منى تسأل نفسها ما به حدثته بمعنى 
على فكره أنا كنت عند عمار هو صحي لو جاي تشوفه 
تجاهل هذا الحديث الغير مجدي ليتناول مناقشة حديثه هو الهام قال بنبرة والهة
عرفتي بالقرار اللي اخده عمي بخصوصي انا وانتي 
كانت منى تعلم به ولكن لم تهتم كثيرا ففارق العمر جعلها لا تستمتع بالأمر كونها تتمنى الزواج شأنها شأن أي امرأة ولكن في حالتها وجدته مجرد زواجا عاديا تنهدت لترد بعقلانية 
عندي علم وعلشان كدة مش عايزاك تشيل هم حاجة جوازي منك هيبقى على الورق ولو حبيت تتجوز انا معنديش مانع 
نظر لها بعدم رضى وظهر الحزن على قسمات وجهه بينما استطردت منى بنبرة متفهمة 
ومش عايزاك تقلق يعني لو مفكر أن بابا ممكن يعارض تعمل كدة متخافش انا كلمته وهو قال زي ما احب طالما مش هتضايق لو اتجوزت عليا 
صر مكرم اسنانه كلحت ملامحه فلم يعجبه ما تفوهت به او حتى تفكيرها بأنه لا شيء مجرد زواج عابر فقط دنا منها بشدة فشهقت باضطراب ونظرت له بتوتر قال هو بجدية منزعجة 
ومين قالك أن انا هتجوز عليكي ولا حتى جوازي منك هيبقى على الورق وان أنا متضايق اني هتجوزك 
ارتبكت منى من حديثه الجريء معها قالت بنبرة مهزوزة
انت اټجننت ازاي تفكر أني ممكن اخليك تلمسني أنا اكبر منك ومش هسمح بده 
ظهر الإرتباك عليها فابتسم فمهما اخفت رغبتها بزواج تام لن تقدر
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 28 صفحات