رواية للكاتبة / الهام رفعت
جد مين اللي ممكن يعمل كدة! صمتت لتتابع بمغزى وهي تنظر إليه
اوعى يا فؤاد تكون انت
قاطعها بنفي قطعي وهو يشير بيديه
محصلش يا عمتي انا اتفاجئت زيك كدة وكمان أن مش فاضي دا أنا بجهز لجوازي اللي المفروض هيبقى النهاردة
ثم نظر لها بضيق اظهر امتعاضه فقد تعطل زواجه وربما
الغاؤه ابتسمت فريدة حين تفهمت عليه قالت مضيقة عينيها بمكر
نظر لها مكرم بتردد ليرد عليها بنفي متزعزع
لا يا عمتي انتي تفكيرك راح لفين انا بس
قاطعته بعدم اقتناع تام وقالت
مش مصدقاك متكملش ثم تابعت بجدية
المهم تاخد حذرك انت والرجالة لأنهم ممكن يقولوا أن احنا اللي
وراها وبصراحة ماټ ولا لا ميهمناش في حاجة اللي يهمنا واحد بس ومستنين مۏته
نهض سلطان من جلسته وخضب قسماته بحزن وصدمة زائفة مرددا
ايه الكلام اللي بتقوله دا يا سالم حصل ازاي ومين اللي يتجرأ ويعمل كدة
كفكف عبراته الحاړقة بطرف اكمامه ورد عليه بحزن جلي
بيقولوا ناس بتوع اثار اللي كان بيشتغل معاهم في التهريب حصل بينهم مشاكل وطلعوا عليه وقتلوه
شد حيلك يا سالم دا أخرة اللي كان بيعمله ياما حذرته قبل كدة قدامك وهو مكنش بيسمعلي
وبيعاند شوف وصل نفسه لأيه ويتم عياله ورمل مراته
نكس سالم رأسه بحزن
وهو ينتحب نظر له سلطان مدعي الشفقة على حالته دنا منه وربت على كتفيه وهو يردد مهدئا إياه
اهدى يا سالم مش كدة اومال الحريم يعملوا ايه لما انت بعمل في نفسك كدة
ربنا يرحمك يا عيسى ربنا يرحمك يا ابني
علم جميع من في القصر بۏفاته وتم عمل مأتم له في ساحة القصر ليتوافد عليها الجميع وتم هذا بسرعة كبيرة فاكرام المېت دفنه كما هو متعارف عليه كان شاغل سلطان في هذا الجمع الغير مجدي بالنسبة له هو اختفاء عمار فلم يره منذ ليلة امس وكذلك مكرم الي لم يحضر العزاء هو الآخر زفر بقوة لا يعرف ماذا يفعل او يسأل من فحتى هناك الكثير من رجاله مختفين بدا الموضوع مريب ولكنه تأن في نفسه فربما هناك ما شغله بالتأكيد وتنهد ليكمل جلسته بجانب اخيه الذي لم يصمت بعد
أنتي جاية بتعملي ايه هنا يلا امشي
تجاهلت منى حديثها كأنها لم تسمعه بالأساس حيث تصلبت نظراتها المدهوشة على مارية الملقية على الأرضية وهيئتها مبعثرة ويبدو أن والدتها كانت تتطاول عليها بالأيدي فخدودها حمراء كالدم تشبيه وجهت بصرها لوالدتها وسألها بذهول استحوذ عليها وهي تشير على مارية
مين اللي عمل في مارية كدة
ردت والدتها عليها بنبرة مهتاجة وهي تدفعها لتغادر المكان
قولتلك ملكيش دعوة يلا اطلعي على اوضتك
نفضت ذراع والدتها وتحركت للداخل وهي تتطلع على حالة مارية بأسى اكملت بتبرم وهي توجه بصرها لوالدتها
ليه كدة يا ماما عمار لو عرف باللي عملتيه ده ممكن يزعل منك انتي مش عارفة هو بيحبها قد أيه
ابتسمت راوية بتهكم واستهزأت مما تفوهت به
عمار عمار اخوكي ھيموت بسببها الست سمت اخوكي ويا عالم حالته ايه دلوقتي من
الصبح معرفش عنه حاجة
تستمع مارية على حديثها وهي تنتحب وتدعي الله في نفسها بأن يشفى ليس من اجلها ولكن لشعورها بالذنب حياله التزمت الهدوء ولكن شعرت بمغص في معدتها ادى إلى تأليب معدتها على التقيؤ لم تتحمل مارية حتى غلبتها تلك الرغبة لتتقيأ امامهم وتفرغ ما في معدتها لتتقزز هي قبلهم من الموقف الغير
مستحب انتبهن عليها ونظرن لما افرغته بتقزز بائن حينما وضعن ايديهن على انوفهن قالت راوية باشمئزاز
ايه القرف ده
لم تتحمل مارية ذاك الألم وتلك الرغبة في الغثيان لتقول بصوت ضعيف متعب وهي تضع يدها على بطنها
انا تعبانة قوي مش قادرة
في مكان آخر وقف مكرم منتصفا رجال عمار وهو يتحدثون عما حدث لعيسى لم يهتم مكرم وهتف بعدم اكتراث منزعج
بلاش تجيبوا في سيرته احنا ناقصين قرف خلينا نشوف اللي جوه ده عامل ايه
وبعض لحظات قلائل خرج الرجل المدعو سعدون بعدما انهى عمله الذي يجيده بعناية هرع مكرم تجاهه وهو يردد بتلهف
عمار عامل ايه لسه عايش
اجابه سعدون بنبرة واثقة وهو يرسم قناع التعالي
يا سعادة البيه انت جاي عند سعدون سعدون اللي لو أكل سم يقول عاوز كمان
نظر له مكرم باقتطاب سأله بامتعاض
يعني هو عامل ايه السم خرج منه
اشار سعدون له حول الداخل وقال بمغزى
هو انا مخبيه اتفضل ادخل شوفه بنفسك
لم يلبث مكرم موضعه حتى ولج لداخل تلك الغرفة التي قضى فيها ساعات مع هذا الرجل تدرج مكرم نحو الداخل وعيناه تبحث بتلهف عليه في ركن ما بالغرفة رثة الهيئة وجده مستلقيا على احدى الأرائك الشبه متهالكة ويبدو عليه بأنه لم يعاني من أي ألم دنا منه مكرم ليجثو على ركبتيه امام وجهه سأله بقلق
عمار حاسس بأيه لسة فيه حاجة بټوجعك
نظر له عمار بأعين شبه مجهدة