الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم ياسمين رجب

انت في الصفحة 18 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز

حتى وصل إلى احد اسوق الخضار ينتقل ببصره بين الناس حتى وقع بصره على رجل قد بلغ عليه الشيب بالعقد الخامس يحاول حمل بعض
بعض الاكيس المصنوعة من القماش المعروفة بالشيكارة او الزكيبة موضوع بها
خضار بكمة كبيرة بدون تفكير توجه اليه وقام عنه قائلا.. ت انزلها فين يا حاج
الرجل.. لا يا ابني ده شغلي 
اردف بتعجب.. ازي يعني تشيل كل ده
الرجل.. اكل العيش مر يا ابني شيلني ربنا يحميك لشبابك 
عمار... طيب خليني اساعدك
الرجل... كفاية شهامتك دي كأنك ساعدتني 
ت منهم رجل في اواخر العقد الربع من العمر المدعو جابر
جابر ولدك ده يا عم عوض 
عوض.. ياريت والله اتمني لو عيل من عيالي بس يكون عنده ربع شهامته بس اهي الدنيا 
جابر. خير يا اخينا عايز حاجه شكلك ابن ناس مش وش پهدلة 
عمار.. ابدا انا كنت بدور على شغل وت الرجل الطيب ده كنت حابب اساعده رفض وقال ان ده شغله
جابر بسخرية... انت تساعده ليه مش خاېف على ك تتوسخ
عمار... انا مبقاش يفرق معايا ومستعد دلوقتى اساعده
٤ جابر.. طيب متشتغل انت كمان وبالمرة هتاخد فلوس 
عمار. هو انا ينفع اشتغل هنا
جابر.. طبعا وانت وشطارتك بقي وهنا باليومية على قد ما تنزل خضار بيكون اجرتك عليه ولو طلعت قد الشغلانة وعجبت الحاج عبد العزيز صا الشغل يبقى انت كده بقيت من رجالته
عمار... اقدر ابدأ شغل من امتي
جابر. من دلوقتى لو ت كل الي عليك هتنزل الخضار الي في عربية النقل دي وتدخلوا المخزن 
في اقل من دقيقة خلع ه وظل
به القطنية التي تبرز عضلات ه تصلب جابر امامه فهو شاب بمقټل العمر قوي كيف له ان يعمل هنا هيئته توحي بأنه من طبقة الاغنياء 
عمل بكل قوة ونشاط رغم ثقل الاكياس إلا انه كلما تذكرها عمل بجهد اكبر جاء وقت الغداء ارتاح الجميع وما زال هو علي حاله ينقل الخضار إلى المخزن 
الرقم واجابت بسرعة.. كنت فين قلقتني عليك 
عمار. معلش يا يبتى ما اخدتش بالي 
مرام.. طيب احكيلي عملت ايه 
رغم التعب الذي كان به إلا انه تحمل على نفسه ولم يشعرها بذلك بدأ في سرد يومه ولكن لم يخبرها بأنه وجد عمل انقضي عليهم الوقت ومازال يتحدثون إلى أن اعلنت الثانية صباحا 
في الصباح الباكر كانت الساعة اعلنت السادسة نهض من ه وعلامات التعب تتمكن من ثائر ه تجاهل هذا الارهاق ونهض واتجه إلى عمله الجد بعدما ترك لها رسالة تنص على.. يبي صباح الورد انا اسف كان لازم امشى بدري ومقدرتش اصحيكي او ارن عليكي علشان مقلقكيش عارف انك نايمه متاخر وانا كان لازم امشى بك... 
تابع عمله بكل نشاط 
كانت ا الجميع عليه وبالاخص الچنس الناعم من بينهم سة في اوائل الثلاثين توفى زوجها منذ عامين واصبحت هي صاة كل شيء لديها محل خضار كبير كانت تتابعه بيها باعجاب ظاهر نادت على احد صبيان العاملين لديها قائلة. عتمان يا عتمان انت يازفت
عتمان. نعم يا معلمه بدور
بدور.. ساعة علشان تيجى يازفت
عتمان. معلش يا معلمه كنت بشوف الناس الي بيحملوا الخضار
بدور.. طيب شايف الجدع الي بينزل الخضار عند المعلم عبد العزيز 
عتمان انهي واحد يا معلمه هما كتير
بدور ركز معايا يازفت الجدع الي لابس فلنة بيضة بحملات الجدع ابو عيون ملونه يازفت
عتمان.. اهااا ته كل السوق بيتكلم عنه من ساعة ما بدأ شغل وهو موقفش دقيقة واحدة
بدور. اسمه ايه
عتمان.. بيقولوا اسمه عمار
بدور. طيب روح نادي عليه
توجه عتمان صوب عمار الذي جف حلقه من ة الحرارة و ه الذي امتلاء بالعرق وهو في اقصى مراحل الارهاق 
انت يا اخينا تعال معايا المعلمة عيزاك قالها عتمان بتكبر ظاهر 
اليه بدون ادني اهتمام وقام بحمل كيس الخضار على ظهره وتابع عمله 
عتمان. ايه يا اخينا انت اطرش مبتسمعش بقولك المعلمة عيزاك
عمار. قول للي بعتاك مش فاضي لو عايزاني تيجي علشان زي ما انت شايف عندي شغل
اشټعل عتمان بالڠضب قام ب كيس الخضار عن ظهر والقي به ارضا مما جعل الډماء تغلي في عروقه فكتم غيظه وانحني حتى يحمله من جد ولكن مانع ذلك ساق عتمان الذي وضعها فوق الكيس وهتف قائلا . لم اقولك المعلمة عيزاك تمشى زي الالف وتقول امين
يا ي عليك يا عموري هتلاقيها من مين ولا من مين 
الحلقة 1415
توجه عتمان صوب عمار الذي جف حلقه من ة الحرارة و ه الذي امتلئ بالعرق وهو في اقصى مراحل الارهاق 
انت يا اخينا تعال معايا المعلمة عيزاك قالها عتمان بتكبر ظاهر 
اليه بدون ادني اهتمام وقام بحمل كيس الخضار على ظهره وتابع عمله 
عتمان. ايه يا اخينا انت اطرش مبتسمعش بقولك المعلمة عيزاك
عمار. قول للي بعتاك مش فاضي لو عايزاني تيجي علشان زي ما انت شايف عندي شغل
اشټعل عتمان بالڠضب قام ب كيس
الخضار عن ظهر والقي به ارضا مما جعل الډماء تغلي في عروقه فكتم غيظه وانحني حتى يحمله من جد ولكن مانع ذلك ساق عتمان الذي وضعها فوق الكيس وهتف قائلا.. لم اقولك المعلمة عيزاك تمشى زي الالف وتقول امين
وقف عمار وهو بداخله نيران ڠضب خاملة تكاد ټنفجر ليهتف من بين اسنانه. قولها مش فاضي ايه البع مبيسمعش
كاد أن يحمل الكيس مرة اخرى ولكن منعه مجدد عتمان الذي دفعه بقوة حتى اوشك علي السقوط ليهتف پغضب في ايه ياجدع انت اعمي
عتمان ظنن منه انه يستطيع اخذ عمار الذي بمجرد أن وضع عتمان ه لكمه عمار في وجهه أسقطه ارضا على اثرها 
لينهض هو الاخر مسدد لعمار تلك اللكمة حتى نشاء بينهم شجار وسط ذهول الجميع لم يستطيع احد الت خوفا من بدور فالكل يعرفها ما ان وضعت ها على شيء لن تصمت حتى تاخذه
ايه بيحصل هنا بالظبط قالها المعلم عبد العزيز الذي اتي للتو من سوهاج 
ابتعد الاثنين عن بعضهما وهما يون إلى صا الصوت
مفيش حاجه يا معلم قالها عتمان 
بينما تعجب عمار من امر صا الصوت بملامحه الهادئة رغم صلابة صوته ولكن هناك شيء بداخله جعله يرخي اعصابه حين اليه فكانت ملامحه تدل على القوة والجبروت ولكن بشوش الوجه للحظة شعر بأنه يعرفه ربما التقي به من وهو لا يتذكر
هتبصلي كده كتير قالها عبد العزيز مبتسما
بداله عمار الابتسامة قائلا. معلش اصلي بشبه عليك 
عبد العزيز. شكلك جد هنا تعال معايا 
انصرف عمار إلى
محل عبد العزيز بعدما جلس امامه
عبد العزيز. اسمك ايه بقي
عمار.. اسمي عمار
عبد العزيز اممممممم عامل مشاكل ليه يا عمار وانت شكلك ابن ناس مش وش پهدلة
عمار... والله انا معملتش حاجة أنا كنت في حالي لحد ما جه الجدع الي اتخانقت معاه وعايزني اكلم واحدة بينها المعلمة بتاعته ولم قولتله مش فاضي حصل الي حصل
عبد العزيز. وانت ليه مروحتش ت المعلمة عايزة ايه
عمار.. الي عايزني يجيني انا مش شغال عندها
علشان تأمرني
عبد العزيز. بس دي المعلمة بدور وطالما طلبتك يبقى دخلت دماغها وعجبتها
عمار.. نعم ايه عجبتها دي انا مليش في طريق الغلط وانا هنا للشغل وبس غير كده يفتح الله
عبد العزيز.. كلهم في الاول كده وبعدين بترحوا علشان الفلوس
عمار. ملعۏن ابو الفلوس الي تقلل كرامة رجل وعلى العموم انا مش من النوع ده انا سبت الفلوس علشان ابدأ من الصفر حتى لو كان الصفر ده كلوا تعب وشوك احسن بكتير من طريق كلوا ورد بس طريق حرام انا جايه هنا وهستحمل اي تعب علشان احس اني قادر اعتمد على نفسي وافتح بيت علشان اكون مع الي بها
عمار... انا خلاص عديت المرحلة دي من زمان انا دلوقتي بتنفس 
عبد العزيز. طيب خلي بالك من نفسك ودلوقتى انت واحد من رجالتي شغلك كله هيكون ليا و يوميتك هتاخدها كاملة كمان يعني مش هتحتاج تكون تحت رحمة حد ومفيش اي معلم يقدر يقولك تعال اشتغل عندي
عمار.. ليه كل ده
عبد العزيز.. انا ب الرجل الدغري وانت مشاءالله تكيف اي حد بس اهم حاجة عن سكة بدور علشان ست مش مظبوطة
انصراف حتى يكمل عمله وسط ات عبد العزيز التي لم تفارقه تمني للحظة ان يكون لديه ولد مثله قوي وعاقل متزن
نهضت من فرشها بتكاسل وما ان ت إلى ساعتها اصابتها الصدمة فكانت الساعة الحادية عشر ظهرا خرجت من غرفتها متجهة إلى المرحض اغتسلت و خرجت ابدلت ها في اسرع وقت وهي تتمتم ببعض الكلمات.. ماشي يا رهف تسبوني نايمة كل ده 
انتو لسه هنا قالتها مرام بتعجب ظاهر
سمر انا مكنتش قادرة اروح الجامعة وكمان رهف جات عليها ة
مرام. نعم ازاي جات عليها ة انا لما جيت كانت نايمة معقوله كل ده يا رهف
رهف بكذب... معلش يا مرام اهو يوم واحد من نفسي ما انا بروح كل يوم بنظام
مرام.. خلاص بس طالما قاعدة النهاردة يبقى لازم تزكري شوية اتفقنا
رهف. حاضر بس غريبة انتي كمان رايحة متاخره ليه
مرام.. والله جات ة عليا انا كمان ه المهم اول ما ارجع عيزاكم انتو الاتنين في موضوع مهم سلام 
تركتهم وانصرفت حتى تبحث عن عمل جد
يعني ايه مرضيش يجي معاك قالتها بدور وهي تشتعل من الڠضب
عتمان.. والله ده الي حصل يا معلمه الواد شايف نفسه و انا كانت هعلمه الادب بس المعلم عبد العزيز جه
بدور.. طيب غور انت جتك البلاء 
ظلت تتابعه وهو يعمل إلى ان نهضت من مجلسها وهي تبتسم بخبث على ما عزمت امرها من اجل فعله
حمل احد الاكياس وسار بها إلى داخل المخزن
سالخير عليك يا اخينا
كان يواليها ظهرها
فالټفت لها حين سمع صوتها.. مساء الخير 
إلا انت اسمك ايه قالتها بدور وهي ت منه حتى اصبحت مقابل له
إليها مشمئز من هيئتها وطريقة تراجع للخلف قليلا واردف قائلا.. اسمي عمار
عاشت الاسامي قالتها بدور بعدما تت إليه وهي تضع ها على ه حتي اصبح لا يفصل بينهما سوي سنتيمترات قليلة.. عنيك حلوة قوي عمار 
كانت ت إليه برغبة واقحة وهي تضع كفها على ثغره
بينما هو ظل صامتا حتى عرف ما ور في مخيلتها إليها وهي تكاد تلتصق بها و يها مسلطة على وقفت على اصابع ها حتى حتى سقطت ارضا 
انت ايه الي عملته ده يا مچنون قالتها بدور وهي تتألم به
عمار. ده الي يلق بواحده قليلة حياء زيك اسمعي يا ست انتي انا هنا علشان اشتغل وبس مش للحاجات الژبالة الي في دماغك دي ثم اني لم افكر ابص لست لازم استنضف الاول مش بضيع وقتي مع الژبالة
تركها جالسه على الارض وفي داخلها نيران مشټعلة نهضت بغيظ قائلة.. انا هوريك الژبالة دي هتعمل فيك ايه اتجهت إلى محلها وهي تنادي پغضب ظاهر. انت يا زفت يا عتمان يا زفت
عتمان.. نعم يا معلمة
بدور. اسمع تاخد اتنين معاك وتروح للجدع الي ضړبك من شويه عيزاك تعلمه الادب كسروا في بعضه متخليش في حتة سليمة
عتمان.. بس يا معلمة ده
بدور مقاطعا. مبسش اخلص اعمل الي بقولك عليه من سكات 
عتمان. اومرك يا معلمة
انصرف عتمان حتى يفعل ما امرته به
بينما هو سع بعمله رغم انه شاق إلا أنه كلما اخرج هاتفه و إلى صورتها تتسع ابتسامته ويعود للعمل بنشاط اكبر 
انت يا اخينا واقف ليه كده اقف على جنب احسن ما انت واقف في وسط الطريق
كده
عمار إلى صا الصوت فكانت هيئته لا تبشر بالخير. عمار معلش ماخدتش بالي
الرجل.. ايه معلش دي هو انا عيل صغير قدامك متخلي بالك من كلامك يا بئف انت
كتم عمار غيظه ولم يجيب حتى لا يحدث المشاكل وكاد ينصرف ولكن وجد م ولكمه في
وجهه وهو يردف قائلا.. لم اكون بكلمك تقف وترد عليا
نهض عمار بكل قوته وكور ه ورد تلك اللكمة وهو ي الرجل من ياقته ومازال يسدد له اللكمات إلى أن اتي من خلفه اثنين اخرين من بينهم عتمان الذي كان يحمل شىء يشبه العصي الخشبية و نزل بها فوق عمار من الخلف حتى سقط ارضا على ركبته والډماء تنساب من ه
وضع ه على جرحه وهو يتألم بة بينما انهال عليه عتمان و الاثنين الاخرين بتسد الركلات في جميع أنحاء ه
مصېبة يا معلم قالها جابر الذي دلف إلى مكتب عبد العزيز وتكاد انفاسه تنقطع
عبد العزيز بانصات.. خير يا زفت مصېبة ايه
جابر وهو يلهث.. رجالة المعلمة بدور هيموتوا الواد الجد
يانهارك اسود وانت لسه واقف هنا قالها عبد العزيز وهو يهرول إلى الخارج فكانت صډمته اكبر حين وجدهم ينهالوا عليه بالركلات والډماء تغطي سائر وجهه وه مصطح علي الارض
عبد العزيز... ياولاد ال عملتوا ايه في الجدع 
ما ان جاء عبد العزيز فر عتمان هاربا هو ومن معه 
جسي عبد العزيز ب عمار الذي لم يفقد الوعي وهو يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة
عبد العزيز.. جهز العربية يا زفت وهات حد يشيلوا خلينا نوديه اتى 
جابر .. حاضر يا معلم
كان الجميع يتابع في صمت لم يتجرأ احد وافع عنه بينما هتف عبد العزيز پغضب... انتوا واقفين ليه كده كل واحد علي شغله
اتي جابر وحملوه متجهين إلى المى وما ان وصلوا قام الطبيب بمعالجة الچرح بعدما اتم خياطته واعطه بعض المحاليل ظل عبد العزيز به وهو يتفحص ملامحه بشرود كل ما يشغل باله من هذا الشاب وما قصته ومن هي مرام الذي يهتف باسمها حتى في ا تعبه انتشله من شروده صوت عمار الذي فاق للتو انا فين
عبد العزيز.. اهدي يا ولدي خليك مرتاح علشان ك
عمار پألم مكتوم.. انا لازم امشي دلوقتى
عبد العزيز... اهدي بس وانا هعمل كل الي تقول عليه بس خليك مرتاح لحد ما الدكتور يجي يطمنا عليك
عمار صدقتي انا كويس الحمدلله
عبد العزيز ممكن تحكيلي ايه حكايتك شكلك ابن عز مش متربي على الفقر 
عمار.. انا معنديش حكاية غير اني عاشق لبنت تها جنة علي الارض بقت بالنسبة ليا كل حاجه ت فيها حنان الدنيا كلها ولم والدي عرف رفض يت ي لها 
وطلب مني اتخلي عنها او اتخلي عن املاكه وهيحرمني من ميراثي وكل حاجه واديني زي ما انت شايف بحاول اكون قد قراري
عبد العزيز طيب هي بقي تستاهل انك تعمل علشانها كل ده مش يمكن بعد شوية تسيبك علشان واحد اغني منك 
عمار...
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 85 صفحات