أحببت العاصي بقلم أية ناصر
وهي هكذا لماذا لا يري تلك المساوئ التي يراها الأن هل كان مخدوع هكذا و سبحان من أظهر له الحق قبل فوات الأوان و لكن تلك الفتاة التي أمامه لماذا ساندته أمامها تلك الفتاة التي كل يوم يجد نفسه ينجذب لها بدون فكر أو مجاملة كيف يكسر تلك الحواجز
التي بينهم يا الله كم هي بريئة وجميلة مثل الطفلة الصغيرة ولكن لما الحزن في عينيها الجميلتين هتف بحنان
وأخيرا اللقاء لقاء العينين و ابتسامة منها تكسر الصمت وترسم بسمه علي ثغرة لا يعرف سرها
مالك
أخرجت مفكرتها من حقيبتها و كتبت بسرعة
مفيش حاجه
أنت زعلتي من اللي حصل صدقيني أنا بجد مليش ذنب
و الإجابة كانت مفيش حاجه حصلت
ربه هل يوجد ملائكة علي أرض البشر هل يوجد رضا كهذا و ما السبيل للراحة سوا وجود أمثال تلك الفتاة بعالمك لتخبرك أن الحياة مازالت بخير وأن الشيطان لم يتجسد في كل أبناء آدم بل يوجد من هم مازالوا علي فطرتهم الأولي كما خلقهم الله ابتسم لها وقال
والسرعة كانت من رأسها التي تحركه بموافقه
أكيد
ممكن لما تحب تقولي حاجه او تكتبي حاجه تكتبي علي كف إيدي
و العين متسعه و حمرت الوجه طغت علي وجنتها
لم تشهد من العڈاب مثل ذلك العذب كل ليلة منذ زواج أبنتها يقوم بضربها وسبها ولا تعلم أين المفر من هذا الظالم نظرت إلي الصغار
مش عارفه أعمل أيه في العڈاب ده ربنا يخلصني أنا وانتم بس الحمد لله قلبي أطمئن علي فداء ربنا يهدي سرك يا بنتي ويبعد عنك كل شړ ويا رب قويني علي اللي جاي
دلف إلي الغرفة ثم نظر لتلك الجالسه علي الأرض الصلبة بغل وهتف
أنت وبنتك السبب في اللي أنا فيه سعيد طردني من الشغل ومصطفي مش راضي يشغلني وكل ده بسبب بنتك الخرسة
ويشعر أنه منتصر و من عرف باب الذنوب ولم يعرف باب التوبة إلي الله هو الخاسر
اسكتي يا عاصي مش عايز أسمع كلمة عن الموضوع ده
واتساع عينيها يديه مچروحة و الخۏف في عينيها تجسد و السرعة بفك ذلك الشال من علي
رأسها و
عز الدين أنت مجروح
وبدون هتاف وصياح وانتظار أمسكت كف يديه ولفت الشال عليه وهو يبتسم علي منظرها و
بعد الشړ
و النظرات كفيلة بكتابة انشوده الحب هي تحب وهو لا يقدر علي الفراق مهما طال البعاد و لكن صوت آخر من خدم القصر يخرجهم من تلك اللحظة
عز بيه في ضيوف وصلوا وعوزين حضرتك
الفصل التاسع عشر
ولكن الآن علمت أنها مهمة جدا و تلك الصفراء شبيهة صفار البيض تهتف
و هو ي ها بين زراعة و يسايرها فيما تفعل و
وأنا أيضا هيلين
هتف ولكن أنه يتكلم المصرية و بطلاقة وصوته كان يحمل نبرة ماكرة
واو يا عز الدين المكان يجنن و عرفت ليه أنت قاعد هنا
والغمزة من عينيه فاستفاق الأخر ونظر علي ما ينظر و كانت النظرة ڼارية لها ولهند وللواقف بجانبه الذي أكمل كلامة
بس مش هتعرفني
والفتاة أخيرا تركت أ ه أم هو الذي تركها و الوجه كانت لها وقف بجانبها و إ كف يدها بين قبضت يده و هتف بتملك
دي عاصي مرآتي
و العين صديقه تتسع من المفاجأة و أختها تنطر له و هي آآه منها هي ضاعت هي و انتهت بكلماته فهل للرحمة بقلبها
مزرعة سعيد غالب تتشرف بوجود مصطفي مهران الذي لم يخطوها منذ زمن طويل هناك حقيقة مبهمة في الأمر لا يعلمها سوا الراحلون و الأن الماضي يتجسد و طرف الخائط عندهما سعيد غالب مصطفي مهران ما سرهما الدقين ينظرون لبعضهم بسخط و العين تحكي وتقسم أن تلك النظرات هي
نظرات كره ونفور و دائما البداية منه
أبعد أبنك عن اللي يخصني يا سعيد
ولو مبعدش إيه اللي هيحصل هتقتله
وبنظرات سابته و جادة أجاب
خاف عليه في حجات كتير ۏجعها بيكون أقوي من القټل
و التحذير كان و النظرات قبل أن يغير وجهته و يضرب بعصاه الأرض و يسير عائدا من حيث آتي و لكن
أنت وافقة بتجوز أحفادك لأحفاد سالم عشان خاېف الحقيقة تكشف وأمرك يتفضح
ثواني وهو واقف بمكانه و الأخر ينظر إليه ينتظر أن يلتفت ليري تعبير القلق في وجهه ومن مكانه ومن موضعه ولم يلتفت و بجديه صوته المعهودة
مصطفي مهران الخۏف ميعرفلوش طريق وقولتلك أبنك يبعد أحسن ليه وليك أنا سكت زمان حالا مش هسكت
و الآخر ينظر له حتي غاب عن مرمى بصره و الڠضب والغل يعتري نظراته و
مش كل مره أنت اللي هتحط قانون اللعبة يا مصطفي ومش كل مره هتفوز
تجمع وتجهز الأغراض وتشتري المشتريات و هو لا يفهمها بالتأكيد هذه ليست زوجته جلس يقرأ الجريدة وينتظر عودتها سيتكلم معها ويعرف كل شيء وما هي إلا لحظات و دلفت وهي تحمل الكثير والكثير من المشتريات
و خلفها الخادمة أيضا تحمل بعضها نظرت له بهد أن وضعت الأغراض من يديها ثم جلست بجانبه وهي تبتسم و
بتعمل إيه يا حبيبي
نظر لها بحب پخوف بعدم فهم حبيبته وأم أولاده من أفقدته التفكير والتعقل
إيمان الغالية وبنبرة حانيه
بقرأ الجرنان وأنت كنت فين يا حبيبتي
ابتسمت بفرحة وأخذت تقول
كنت بشتري حجات أنت ناسي أن يوم الجمعة قرب معدش إلا يومين سلمي هتنخطب و عز وماجد هيكتبوا كتبهم يعني لازم يكون كل شيء جاهز
إيمان أنت فرحانة بجد أن الولاد هيتجوزوا وخصوصا أن ده أمر بابا يعني يعني
يعني كان لازم أرفض صح
هز رأسه بموافقة فابتسمت وقالت
كنت
هعمل كده لو أختار أي حد بس ده أختار عاصي وهند ولاد الغالية يعني ولادي أمال كانت أكتر من أختي صحيح أنا خاېفة من الجوازة دي لأن عز وماجد مختلفين عن عاصي و هند بس مع ده فرحانه والأكتر فرحانه بسلمي هبقي مطمئنة عليها وهي مع أحمد صحيح كنت رافضة بس أنت عارف سبب الرفض هو أحنا هنروح المزرعة أمتي !
المزرعة إيمان تريد أن تذهب للمزرعة بعد سنوات كثر كانت ترفض أن تذهب إلي هناك و باستغراب قال
أنت عوزه تروحي المزرعة يا إيمان!
أيون عايزه أحضر كل حاجه بنفسي
مالك يا إيمان
ضحكة بشدة زوجها يستغربها و عنده حق كل الحق له هي أيقنت أن الفراق قريب ويجب أن تكون لها ذكرى طيبة داخل عقولهم وتتمني ذلك من الله
هي معه منذ الصباح يعاملها بحنان يحترمها يقدرها و يبتسم لها اصطحابها إلي السينما وشاهدوا أحد الأفلام الرومانسية الذي أختاره هو خجلت كثيرا منه ي كف يدها الصغير بكفه و يتعمد النظر إليها في أكثر المشاهد رومانسية فتفتح عينها باضطراب ثم تنظر إلي الأرض ووجنها مشتعله بحمرة الخجل و هو يضحك بشدة و بعد انتهاء ذلك الفيلم الذي لم تشاهد نصفه بسبب خجلها الشديد وبداخلها تدعوا الله أن تستمر تلك السعادة والفرحة التي تشعور بها وتشكر الله علي تلك النعمة استقلوا السيارة معا حتي يعودوا إلي المزرعة ولكنه ظل جالسا ينظر لها ويبتسم ولا يعرف لماذا هو الآن يشعر بالراحة لوجودها ويريد أن تبقي معه سيشكر الله دائما علي تلك النعمة وسيشكر عاصي أيضا وعند عاصي تذكر أمر زواجها عاصي وعز الدين هل ينجحا تنهد و هي تنظر له و لقد فهمت أن هناك أمرا ما فكتبت له في مفكرتها ثم مدت يدها لها فنظر لها و قرأ ما كتبت و كان
معلش أسالك مالك
نظر لها وبمعالم ڠضب مصطنع فاضطربت هي فهتف بجديه
فداء أنت مش مرتاحه معايا يعني شيفه أن مصلحش أكون زوجك وياريت تردي وبلا خجل أو خوف
هزت رأسها بسرعة وهي ترفض الأمر هي سعيدة جدا بالأمر بل لا تصدقه أخذت المفكرة منه وكتبت بسرعة
لا أنا مرتاحة و سعيدة
وترددت في كتابتها ولكنه دونتها بيدها وقلبه هو الذي يرشدها ابتسم بهو بفرحه و هتف
وأنا كمان
فرحان أوي وبدام أحنا الحمد لله مرتحين لبعض و دي علامه ان طريقنا واحد أن شاء الله ابتسمت بخجل فأكمل هو لما تكوني عاوزه تسالي علي حاجه هتقومي شدة كف أيدي و تكتبي اللي أنت عاوزه بدون مقدمات وده أتفاق و هنبدأ حالا
وضع كف يده علي كف يرها الصفير و أشار لها أن تبدأ فنظرت له ثم كتبت وهي تشعر أن وجنتيها تحترق و كتبت باضطراب
مالك
نظر لها و قال حول أوي كده قلقان عشان عاصي وهند هما كل حياتي مش هستحمل لو حاجه زعلتهم
هل تقول له أن هي الوحيدة التي علي درايه بفرحة عاصي الأن تحقق أحلام باتت مستحيلة بنسبه لها ولأسف لا تري إلا عز الدين أمامها ونست ما كان و هذا هو المخيف تنساق وراء عاصفه و لا تري مساوئ ربما تنهي كل ما هو أخضر ويابس في قلبها
وبحكمه عقلانية كتبت له
لا تخف من ما هو آت فكل شيء مقدر من عن الله
و ربك بيختار لنا دائما الخير فسبها علي الله
قبل يداها نظر لها وقال ونعم بالله ربنا يخليكي ليا ويبارك ليا فيكي يا رب
اذا فيجب أن تعتاد علي الخجل معه فهو لا يتعمد أن يخجلها ولكن هو بطبيعة
يفعل هذا ظلت يداها بين يديه و شغل هو محرك السيارة و أسرع حتي يعودان إلي المزرعة
رحب الجد مصطفي بأصدقاء عز الدين ولكنه كان ينظر إلي حفيدة بضيق شديد فتلك الفتاة الشقراء منذ قدومها ولا يصح هذا الأمر أستاذنا منهم ثم ذهب لغرفته لكي يرتاح قليلا جلس عز الدين وماجد ومعهم عمرو يتحدثون
وكانت هيلين تجلس معهم بجانب عز الدين بينما جلست عاصي و هند وعائشة
يجلسون بجانب بعضهم ويتابعون تلك الفتاة پغضب وحنق فهتفت عائشة بغيظ
عاصي أنت سكته ليه علي اللي بيحصل ده
ظلت تتابع بنظرها المشهد الذي يسير أعصابه ثم قالت
يعني أعمل أيه أروح أقعد جنبه أنا كمان
محدش قال كده بس أعملي حاجه عشان يعرف أنك مش عجبك الوضع دا أنا نفسي أضربها
عائشة اسكتي هتفت عاصي غاضبه
نظرت عائشة إلي هند التي تنظر إلي الفتاة بغل وحقد و
كأنها زوجة أبيها فرفعت حاجبها و اقتربت منها وقالت
بتفكر في إيه يا كبير
هتشوفي
أستر يا رب
ولم تنظر إليها بل كانت تنظر للفتاة التي وضعت يدها علي لحيته و
اقتربت من أذنه وتهمس له فابتسم هو ونظر إلي عاصي التي تنظر له فقام وهتف باسمها و
عاصي لو سمحتي ممكن ثواني
تقدمت نحوه بملامح جامدة عابسة و قالت
أفندم
رفع أحد حاجبيه و نظر لها لم يفهم سر تلك النبرة الغاضبة ف
تعالي معايا ثواني
و سار مبتعدا فلحقت