قصة راعية الغنم والشيخ
انت في الصفحة 2 من صفحتين
أو تكون قد جننت حقا!.
فقال الأخ الأكبر لن أتركه لك إلا بعد أن نتقاضى ونحتكم عند أحد الشيوخ
فإن كان ابنك فخذه وإن كان أخي سآخذه أنا وقال له سنلتقي غدا في بيت
الشيخ فلان فهل ترضى به حكما بيننا فقال الرجل ونعم الشيخ هو
واتفقا أن يجتمعا عنده في اليوم التالي ليفصل بينهما في هذه القضية المعقدة
غريمهم أبو الولد وكان بيت الشيخ بعيدا فما وصلوه إلا في ساعات العصر
فرحب بهم الشيخ واستقبلهم استقبالا حسنا وبعد أن استراحوا شرح كل واحد
منهم حجته لذلك الشيخ فقال لهم لن أحكم بينكم قبل أن أقدم لكم واجب
الضيافة ولكنني أريد من هذا الصبي أن يساعدني في بعض الأمور ودعا الشيخ
يا ابني إنكم ضيوف عندي ولا بد من عمل القرى لكم وأغنامي بعيدة وأريد
منك أن تذهب إليها فهي ترعى قرب الوادي الفلاني ومعها ابنتي فغافل ابنتي
واسړق منها خروفا واحمله
وأحضره إلي لكي أعمله عشاء لكم ولا تدع الفتاة تراك أو تحس بك .
فذهب الصبي وغافل الفتاة ثم حمل خروفا كبيرا وسار يعدو به حتى أحضره إلى
المختصمون عشاءهم عند ذلك الشيخ عادت الفتاة ومعها أغنامها إلى البيت فجاءت
إلى أبيها وعلى وجهها ملامح الحزن وقالت لأبيها وعلى مسمع من الضيوف لقد ضاع
مني اليوم خروف يا أبي .
فقال لها وكيف ضاع منك هل أكله الذئب
فقالت لا بل سرق .
فقال لها وهل رأيت الذي سرقه
فقال لها كيف عرفته ولم تبصره عيناك
فقالت وجدت أثر أقدامه فعرفته من أثره فهو صبي أمه شابة وأبوه شيخ
هرم .
فقال لها أبوها وكيف تثبتي لي ذلك
فقالت إن أثره صغير كأثر صبي لم يبلغ بعد .
فقال أبوها حسنا ولكن كيف عرفت أنه ابن شيخ هرم
فقالت عرفته من أثره أيضا فوجدت خطواته مرة تكون طويلة
من ناحية أمه فكان يعدو فتبعد خطواته عن بعضها البعض وعندما تأتيه القوة
من عند أبيه فكان يتعب فتقصر خطواته فعرفت أن أمه شابة وان أباه شيخ هرم.
فقال لها الشيخ اذهبي الآن يا ابنتي وسنبحث عن الخروف فيما بعد .
ثم نظر إلى ضيوفه وقال لهم هل سمعتم ما قالته الفتاة
فقال الشيخ وبذلك تكون قد حلت القضية فأما أنت أيها الرجل فالصبي ليس
ابنا لك وأما أنت أيها الصبي فالحق بإخوانك وعد إلى أهلك .وبهذا أكون قد
حكمت بينكم .
وبذلك تكون فراسة الفتاة البدوية حكما فطريا أنقذ الصبي من ظلم أبيه
المزعوم وأعاده إلى حضڼ إخوانه الذين فرحوا كثيرا بعودته إليهم