في طريقِ العودة من الحج وبعد أداء فريضة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
جبينها وألقى بها من سطح الباخرة إلى البحر من الناحية الخلفية للباخرة ، وظلّ ينظرُ إليها وهي تغيب في شَقِّ الأمواج الذي تتركه الباخرة وراءها …
يقول الشيخ حسن رحمه الله ، وقفتُ أحدّق بها بعيونٍ تَرَكَتْ دموعَها للقلب ، فكم كنتُ أتمنى أن أبكي ولكن جلالُ المشهد جفّف المآقي ، وكلّ ما اذكره أنني كنتُ أطبقُ فكَّيَّ بقوةٍ سمعتُ معها صوت كسرٍ في فكّي لازمني طول حياتي
وفي زاوية من زوايا الباخرة على سطحها الحزين جلس الشيخ وكتبَ حزنه في قصيدةٍ قال فيها :
قد ذُقْتُ في شرعِ الهوى ألمَ النوى
عللتُ نفسي بالرجاء عشيّةً
فإذا الصباح بنارِ يأسٍ قد كوى
عفواً إلٰهَ الكون أنت رجاؤنا
من يَعْشُ عن ذكرى هداك فقد غوى
وأنا دخيلك يا إلهى فاحْمِني
من شرّ أهوال الزمان وما حوى
سَئِمَ الفؤاد من الحياةَ وبؤسها
والجسمُ مِنْ مَسِّ المصائب قد خوى
نفِدَ التصبُّرُ بعد طول تألُّمٍ
ففَزِعتُ للقرآن ألْتَمِسُ الدوا
فوجدْتُه يشفي الصدورَ ، ومَنْ يَرِدْ
آياتِه يصدُرْ بأوفرِ ما نوى
رحمَ الله الشيخ حسن ورفع مقامه في جنات النعيم ، ورحِمَ الله والدته ورفع مقامها ،
ورحمَ الله مۏتانا ومۏتاكم وموتى المسلمين وجمعنا بهم تحت لواء سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلّم
الدكتور وائل عبد الرحمن حبنّكة الميداني