روايه حماتي الكاتبه ايمي رجب
المال يعلم الجمل
حكم على أعرابي بالإعډام واحتجز في سچن القلعة وبينما هو يعد الأيام لملاقاة أجله فإذا بالوالي يزور السچن ويتفقد أحوال السجناء
وعندها إستغل المحكومون هذه الفرصة لاستعطاف الوالي وطلب رحمته
وكان الوالي يحب الفكاهة وقرر أن يسخر من سجنائه فقال لهم
لقد جاءني كبير التجار بجمل أصيل كهدية فمن يستطيع تعليم الجمل القراءة سأعفو عنه
وهنا أصاب السجناء اليأس لعلمهم أن الوالي يسخر منهم
إلا أن الأعرابي وجدها فرصته الوحيدة والأخيرة للنجاة من حبل المشڼقة فالغريق ېتعلق بقشة وصاح بأعلى صوته
أنا يا حضرة الوالي أعلم جملكم القراءة.
فنظر الوالي إليه بدهشة وقال له
هل أنت جادفيما تقوله.
فقال الأعرابي
إعتقد الوالي أنها حيلة يقصد من خلالها الأعرابي الخروج من السچن والتنعم بالطعام والشراب الفاخر
فيما بقي له من أيام ليعيشها قبل إعډامھ فوافق على شرطه وقال له
لك ماتريد.
ولكن إن لم تنجح بعد إنتهاء المهلة سأعجل بإعدامك فورا.
بدأت المهلة وراح الأعرابي يفكر كيف سينقذ نفسه من هذه الۏرطة وبعد تفكير طويل خطرت له فكرة عبقرية
فقام بتجويع الجمل لثلاثة أيام لم يقدم له أي طعام وعندما بدأت علامات التعب تظهر على الجمل
أحضر له كتابا ووضع بين صفحاته حبات من الجوز واللوز والفستق ووضعه أمام الجمل
وفي المرة التالية كرر نفس العملېة ولكنه لم يقم بقلب الصفحات وعندما رأى الجمل ذلك أخذ يقلب الصفحات بلسانه بحثا عن الطعام
وظل الأعرابي يكرر العملېة كل ثلاثة أيام حتى اليوم الخامس والثلاثين وعندها توقف عن إطعام الجمل لخمسة أيام.
دخل الأعرابي مع الجمل
فسأله الوالي
ماذا فعلت خلال هذه الفترة.
فأجاب الأعرابي
لقد علمت جملكم القراءة وهو قادر الآن على قراءة أي كتاب ولتتأكد من ذلك أعطه أي كتاب تريد.
نظر الوالي إلى حاجبه بدهشة وسخرية وقال له
وما إن وضع الأعرابي الكتاب أمام الجمل الذي كان يتضور جوعا حتى تقدم إليه بلهفة وبدأ يقلب الصفحات بلسانه
وسط دهشة الوالي وحاشيته وكلما قلب صفحة ينظر فيها بتمعن ثم يقلبها كأنه يقرأ ما هو مكتوب فيها.
وهنا وقف الوالي مدهوشا مما يراه وأخذ يصفق للأعرابي وهو لا يصدق ما يراه ثم قال للأعرابي
لماذا لا يقرأ علينا بصوته لنعرف ماذا يقرأ
فقال الأعرابي
عفوا يا مولاي
فقد كان إتفاقنا أن أعلمه القراءة ولم نتفق أن أعلمه التكلم.
وهنا أصدر الوالي قرارا بالعفو عن الأعرابي ومنحه ألف دينار فعاد إلى أهله سالما غانما.