قصه عاشت عائلة في قديم الزمان
الزوجية . فلاذ بالصمت ولم يرد عليها
إلا أنها فاجأته بطلبها وقالت له وبلهجة حادة اسمع يا رجل أنت بين أمرين أما أن أخرج أنا من البيت أو يخرج منه أبناؤك رأى الرجل في موقفها الإصرار على طرد الأولاد و أحس بأنها جادة فيما تقول بتركها البيت والخروج منه إذا لم يخرج منه أبناؤه
ووجد نفسه في حيرة أشد من التي وقع فيها بعد ۏفاة زوجته لا يعرف كيف يتصرف إزائها لأولاده بحيث يستحيل أن يعيشا بمفردهما خاصة الولد أما البنت فهي كبيرة وممكن تعتمد على نفسها أو تعتني بأخيها
واخذ يفكر هل يطاوعها ويطردهم من البيت أم يطردها هي و
تغادر البيت ليفرغ لتربيتهما
بقى الرجل يوازن بين عواطفه نحوها وعواطفه نحو أبناؤه فرأى بأنه يقوى على فراق أبنائه ولا يقوى على فراقها
فراح يسألها إذا أخرجتهم من البيت إلى أين سيتجهون ومن الذي سيرعاهم
أجابته وهي تغالب فرحها بالانتصار أحملهم إلى خارج القرية وأتركهم هناك ليذهبوا إلى قرية غيرها والله سيتكفل بآمرهما
كانت تشير في كلامها إلى مكان إذا تركهم فيه لن يبقوا أحياء لكثرة السباع والوحوش والاغوال لموجودة هناك فيه
لاذ الرجل بالصمت وأخذ يفكر في نتائج موافقته على رأيها قبل أن يقول لها إذا عليك بأعداد ما يتزودون به في غربتهم من كعك ودقيق
وذهب إلى طفليه يلاطفهما ويسامرهما على غير عادته فاستغربا منه تصرفه هذا الذي لم يعهداه منذ تزوج بالأرملة استمر يلاطف أبناؤه واخذ يقص عليهما الحكايات وهما لا يصدقان أن أباهم هو الذي يجلس معهم ويغدق عليهم من عطفة الأبوي الذي افتقداه منذ زمن طويل و أعادهم إلى حياتهم الأسرية في عهد أمهم
أشاح الرجل بوجهه عن أبنه يتقي نظراته البريئة المتعلقة بعينية وإجابة قائلا نعم سأقص عليكم كل يوم قصة فدفعته براءته إلى سؤاله مجددا ولن تتركنا هناك لوحدنا
فرد أبوة بنبرات متلعثمة لن أترك اترككم لوح....لوحدكم وكأن الرجل خشي أن تتغلب عواطفه نحوهم على عواطفه اتجاه خالتهم فيتراجع عن قراره في التخلي عنهم
فقال منهيا الحديث بينهم الوقت متأخر هيا اذهبوا للنوم لكي تستيقظوا مبكرين
والذي اخذوا خلاله يتبادلون القصص والحكايات فيما بينهم فاستغلت انشغالهم هذا وعمدت إلى الكيسين التي أودع فيهما الأب لحسن التطواني زاد الطفلين من كعك ودقيق وقامت بإفراغهما من محتوياتهما وملأت الأول بالرماد بدلا من الدقيق وملأت الثاني بالتبن الجاف بدلا من الكعك ثم أعادت ربطهما من جديد ووضعتهما في مكانهما
في صباح اليوم التالي هم الأب بأيقاظ الطفلين ليصحبهما إلى خارج القرية فوجدهما جالسين في انتظاره على أحر من الجمر حيث كان الشوق للرحلة مع والدهم
قد طرد النوم من عيونهما باكرا حمل الأب الكيسين على ظهره وسار والطفلين يسيران بجانبه نحو المكان الذي وصفته له زوجته
اخذ خلال سيرهما يسرد عليهما القصص والحكايات
ويجيب على أسئلتهما