الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية أنا لها شمس بقلمي روز أمين حصري بمدونة أيام نيوز

انت في الصفحة 35 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


براثنه 
تعرفي إن حظي حلو قويأصل سيبت عربيتي في البيت وقررت أروح مشواري مواصلات وده من حسن حظي إني شفتك
باغتته بعدم مبالاتها وكأنه يحدث غيرها برسالة موجهة منها إليه بأن يلتزم الحدود بالتعامل معها مما جعله يتنهد باستسلام بعدما تيقن ان الوصول لقلبها شاق ويحتاج للمزيد من بذل الجهد لكنه لم ولن يستسلم فقد شغفته بجمالها واختلافها عن الاخريات وما أثار إعجابه به أكثر هو عدم إهتمامها والهرولة إليه للاستفادة من أموال والده كغيرها من الفتيات التي تعرف عليهن طيلة حياتهاخرجت كتابا وبدأت تستذكر دروسها كي تغلق عليه جميع محاولاته للتقرب منها أو فتح مواضيع للحديث أخرجت ورقة مالية لدفع حصتها لكنه رفض وحاول مرارا أن يدفع بدلا عنها وبالاخير رضخ تحت إصرارها العجيب على ألا يدفع عنها مما جعله ينظر لها باختلاف كلي وصلا لموقف السيارات وترجل ينتظر نزولها بابتسامة سرعان ما اختفت بعدما رأها تتحرك أمامها دون النظر إليه

استشاط داخله وهو يراها تستقل سيارة أجرة أخرى لتقلها لجامعة القاهرة لتمر من جانبهزفر بضيق على فشل خطته للتقرب منها وتأكد أن الوصول إليها يكاد مستحيللكنه لن يبرح حتى يبلغ ويحصل على مبتغاه توالت الأيام وهو ينتظرها كل عطلة ليستقل بجوارها السيارة في محاولاته المتكررة لإيقاعها التي لن يمل منها حتى انقلب السحر على الساحر وبدلا من أن يوقعها وقع هو بشباك غرامها بل أصبح متيما بعشقها المميز ذو النكهة الجديدة عليه بات يسهر الليالي يستمع للأغاني التي تتحدث عن العشق وهو يراها بكل الزوايالقد وصل به الأمر حد الهووس وبات لا يرى الدنيا سوى بالساحرة عيناها حتى أنه ابتعد عن كل الفتيات اللواتي كانت تربطه بهن علاق ات في إطار غير شرعي
في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا
كان يغفو فوق فراشه بجسد منهك يرجع سببه لعدم اتخاذه القسط الكافي من النومفمنذ أن عشقها صار النوم ضيفا عزيزاانتفض من نومته ليهب جالسا بعدما استمع لصوت المنبه المنبعث من الهاتف وبلحظة كان يقف أمام خزانة ملابسة ليتخذ ملابس داخلية وتحرك صوب الحمام الخارجي ليغتسل بماء بارد عله يستفيقوبعد مرور حوالي ثلاثون دقيقة كان يتحرك في عجلة من أمره بعدما ارتدى أفضل ثيابه ليلتحق بموعده الاسبوعي مع تلك الجميلة الذي أصبح مقدسا بالنسبة لهقطع طريقه والدته التي خرجت من غرفتها لتقطب جبينها وهي تتطلع في حيرة من أمره الذي تغير مؤخرا واصبح غريبا عليهتنهدت لتسأله بفضول 
رايح فين على الصبح كدة 
عندي مشوار مهم يا ماما... قالها في عجالة لتصيح مستفسرة 
أنا نفسي اعرف إنت بتقوم من النجمة بتروح فين كل يوم سبت واشمعنا السبت بالذات
لتستطرد متعجبة 
وكله كوم وعربيتك اللي بتسيبها قدام البوابة دي كوم تاني مع إنك مبتخطيش خطوة برة البيت من غيرها!
امتعضت ملامحه ليهتف باستياء
سبيني يا ماما أنا متأخر على ميعادي لما أرجع إبقي استجوبي فيا براحتك
لم يدع لها فرصة للاعتراض فقد تفوه بكلماته وهرول للخارج يسابق الريح

ليستشيط داخلها من تصرفات ذاك الأرعن كان يهرول بمشيته كي يسبق خروجها ككل مرة زفر باستياء حين تذكر ليلة أول أمس وكم من المرات التي حاول بها الإتصال ليجيب عليه شقيقها الكبير وينثره بوابل من الشتائمليقرر الذهاب عصر اليوم الذي تلاه ليرى عينيها ويتمتع بالغوص داخل بحرهما ولسوء حظه وجد أيهم بالمنزل ليخبره بأن وجدي بصحبة والده بالارض وحينما سأله عن والدته أخبره أنها ذهبت لمنزل والدها لتقوم بزيارة جدته المسنة مما جعل الإحباط يتملك منه ليناوله علبة الحلوى التي جلبها وينسحب يجر أذيال خيبته بصمتوصل أخيرا لمطلع الكوبري وكاد أن يكمل بطريقه إلى أن رأها تخرج من الشارع العمومي المؤدي لمنزلها تسمر بأرضه وبات قلبه يدق بقوةمشاعر جديدة من نوعها تخترق جدران كيانه لتخبره بأنه لم يتذوق للعشق طعما وكل علاقاته كانت هراءا التمعت عينيه بوميض اللهفة والع شق وهو يتطلع لهيأتها بوله ولكن ليست كالماضيفالان قد اختلفت نظرته كليا بالماضي كان منبهرا بمظهرها وج. سدها الان ثوي أما الأن فيكفيه نظره من عينيها لتجلب السعادة لقلبه المتيموقف ينتظرها لتزفر هي حين لمحت وقوفه ببداية الطريق لتتحرك بوجهتها تتخطى وقوفه دون أن تنظر له مما جعله يبتسم ليقول بعدما تحرك بجانبها 
إزيك يا إيثار
الله يسلمك...قالتها باقتضاب وهي تسرع بخطاها لتبتعد عنه حتى وصلا لوجهتهما لتتوقف سيارة عابرة ولم يكن بها مقاعد خالية سوى المقعدان المجاوران للسائقأمسك باب السيارة كي لا يدع الفرصة لتقرب أحدا وأشار لها لتتنهد وتتحرك صوبه مجبرة كي لا تتأخر على موعد محاضرتهااستقل مقعده المجاور للسائق وأفسح لها لتجاوره الجلوس وتحرك السائق منطلقا بطريقهتحمحم ليقول بصوته المبحوح 
أنا جيت لكم البيت إمبارح بس أيهم قال لي إن خالتي منيرة بتزور والدتها
تطلعت إليه ليسألها بفضول أثار حفيظتها 
هو أنت كنتي معاها في بيت جدك 
قطبت جبينها متعجبة حديث ذاك المتطفل الذي زاد من حشر أنفه بحياتهم على حين
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 53 صفحات