عنيكي وطني وعنواني
اخوك
وكأن دلوا من الماء البارد سقط على رأسه لم يعرف يرد على الرجل ولو ببنت شفاه فتابع شاكر
دا حتى بالأمارة طلب مني افكر براحتي انا والبنت على ما يخرج ابراهيم بالسلامة من المستشفى وبعدها تبقى الزيارة رسمي
تصبب العرق فوق جبهته من هذا الموقف الحرج فسأله بتوتر
طب انت كده هاتوافق على مين فيهم ياعم شاكر
بلع ريقه فقال بتوتر
طبعا دا حقها أكيد
حينما انهى مقابلته مع شاكر خرج سريعا من الكافتيريا وكأن الشياطين تلاحقه يريد الخروج من المشفى واستنشاق هواء طبيعي فطوال سنوات عمره التي تعدت الثانية والثلاثون لم يتعرض لمثل هذا الحرج كيف لأخيه ان يفعل هذا ويتقدم لخطبة الفتاة جارته دون حتى ان يخبره ولسخرية القدر يتم هذا الان بعد اظهار سعد صديقه نيته الواضحة للزواج بها فكيف يكون وضعه حينما تختار واحد منهم دون الاخر في اية جهة يقف الان
خرجت بخشونة من أحد الأشخاص الذي كاد أن يصدم به تراجع فورا للرجل ليذهب من جواره استدرك نفسه وهم ليكمل طريقه ولكنه توقف مبهوتا لهذه الأعين المسلطة عليه وهو يقف أمامه بوسط الرواق بمسافة ليست بقريبة غير منتبه لحديث أحد الأشخاص بجواره ملامحه الإرستقراطية نحتت مع تطور سنوات عمره لتزيده وسامة و جاذبية أكثر يرتدي حلة رمادية وكأنه أحد المسؤلين بلمحة بسيطة شعر بحنين الصداقة القديمة ولكنه تذكر سريعا كيف انتهت إحتدت عيناه واشټعل بغضبه القديم فتحرك سريعا يتخطاه حتى اصطدم به عن قصد حتى كاد الرجل ان يسقط لولا أنه تماسك ومع هذا لم يتكلم او يعترض حتى هتف الرجل الذي بجواره
اوقفه بأشارة بكفه ليصمت فسأله الرجل بفضول
انت تعرف الراجل دا ياعصام بيه
بلهجة الأمر قال
اسمع ياعزمي انا عايز ادخل حجرة الكاميرات دلوقتي حالا
قال الرجل بإذعان
تحت امرك ياباشا
خطت لداخل الغرفة نحو زوجها الجالس على الإريكة الاثيرة امام شاشة التلفاز يدعي المشاهدة ولكن ملامح وجهه المنغلقة تظهر عكس ذلك وهو
اللي واخد عقلك ياحج يتهنا به !
أجفل من شروده فالتفلت اليها قائلا
نعم يا نيرمين عايزة إيه
بلهجتها الناعمة
يعني هاعوز ايه بس ياحج هو انت منقصني من أي شئ انا بس مستغربة يعنى سرحانك الكتير الأيام دي هو انت في مشكلة عندك في الشغل
وهي المشاكل انحصرت بس في الشغل يانيرمين والشخصية بقى مافيشولادي اللي انصرفوا عني وعاشوا حياتهم ولا مراتي اللى سابتني بعد العمر دا كله دا عادي بقى عندك
قالت بارتباك
لا طبعا انا مقصديش حاجة وحشة انت عارفني
من الأول انا راضية بقليلي ونفسي نبقى عيلة واحدة كمان بس هما بقى اللي رفضوا وبعدوا من نفسهم انا حتى ملحقتش اعمل مشاكل معاهم عشان تتحسب عليا لكن تقول ايه بقى ولادك ودماغهم ناشفة زيك والست زهيرة بقى فدي خدت على الدلع والأنانية فشئ طبيعي ترفض اللى قبلت بيه ضرتها الصغيرة والغلبانة
قالت حانقة من سؤاله الساخر
انت قصدك ايه ياحج
مقصديش حاجة يابنت الناس عن اذنك بقى
قالها ونهض فتركها تنظر لأثره بغيظ
بداخل غرفته بشركة الأدهم للسياحة والسفر كان جالسا مع احد العملاء حينما أجفله شقيقة باقټحام الغرفة بوجهه الجامد دون استئذان وخلفه السكرتيرة تردد برجاء لمديرها
اسفة ياحسين بيه بس انا قولتلوا انتظر دقايق لكنه مرديش
اشار لسكريرته بالإنصراف وتقدم هو نحو أخيه مرحبا
دا ايه الزيارة الجميلة دي نورت المكتب يامعلم علاء
صافحه بجمود اثار استيائه وهو يخطوا لداخل الغرفة حتى جلس امام العميل الذي شعر بالحرج أيضا فنهض على الفور عن مقعده
طب عن إذنك بقى ياحسين بيه اكمل معاك في وقت تاني تشرفنا ياحضرت
اومأ علاء برأسه وتولى حسين مصاحبة الرجل حتى باب المكتب يحدثه بلطف واعتذار حتى خرج فصفق باب الغرفة خلفه ليلتفت الى أخيه قائلا بقلق
في ايه ياعلاء هو في حاجة حصلت
تلاعب قليلا بشاربه وهو ينظر إليه بغموض حتى جلس امامه فقال اخيرا
اطمن ياحسين باشا مافيش حاجة حصلت دا بس اخوك الغلبان جاي يستفسر منك عن حاجة كده
غلبان !
خرجت منه باستنكار قبل ان يتابع
هو في ايه بالظبط ياعلاء دي مش عوايدك يعنى تتكلم بالالغاز ماتقول اللى انت عايز تفتسر عنه يمكن افهم
قال مباشرة
اجيبلك من الاخر ياحسين بيه لما انت بتحب ابوك اوي كده ومكبره عشان تطلب إيد البنت طب حتى ادينى فكره بحكم اني جارها مش في الأصل اخوك
بنت مين انت قصدك شروق معقول
قالها باندهاش وعدم تصديق وتابع
يانهار ابيض هو بابا لحق يطلب إيدها
هتف عليه غاضبا
انت هاتستهبل عليا ياض يعني هو طلبها من غير ما يقولك
يابني افهم انا قولتلوا عن رغبتي للإرتباط بيها لكن مكنتش