قصة الثلاث أصدقاء
انت في الصفحة 2 من صفحتين
لقد انحرجت من الموقف يا امي ولم استطع ان ارفض فقد وضعت امام الامر الواقع،
صدقيني لم أكن ارغب بان اكون بموقف كهذا ولكن ما باليد حيلة، لذا حضري ما نأكله كل يوم وسيأكلون مما هو موجود هذا حالي ولا اخجل منه، فلا تقلقي يا والدتي العزيزة.
فأتيا ولم يكن في سفرة الأفطار سوى صحن فيه تمر وكاسات لبن وماء وبعض الخبز وبيض مسلوق ودخلوا للغرفة واذا بهما يتفاجأن بما هو موجود في السفرة.
فجاء الصديق الثاني وهو الفقير ونظر الى الطعام وقال: اهذا هو احترامك لنا؟؟ لو كنا نعلم ستكون دعوتك لنا هكذا لما اتينا،
فتعجب الثاني من كلام الغني وانزعج وقال: سأذهب الى اقرب مطعم حتى افطر فطعامك هذا لا يفي بالغرض.
فخرج وبقيا وحدهما ياكلان وبعد ان انتهيا من الطعام سأل صاحب البيت صديقه الغني عن سبب بقاءه ولماذا لم يفعل كما فعل صديقهما؟؟
فقال الغني: يا اخي المال والطعام لا يحددان قيمة الشخص .. فهذه الأمور وقتية وسيأتي يوم ربما ستكون انت اغنى مني. بالمناسبة انا تعمدت ان يكون افطارنا كل يوم في بيت واحد منا وانا اعلم بحالتكما المادية ولكنني اردت ان اختبر وجهيكما
فكما شاهدته بأم عينك احرجك امامي واخلى عنك وباع الصداقة بطعام لا يعجبه رغم ان وضعك ووضعه متساويان لكنه لبس ثوب التكبر ليوهمني انه غني ولا يعلم ان والده واخوته يعملون في مصنع يعود لوالدي اما انت فأنك شخص واقعي يعيش حياته بدون اي تصنع امام الجميع لم تخجل كونك اقل مني وهذا ما اعجبني فيك جدا لذلك قررت ان تكون شريكي في مشروعي الجديد، كوني كنت حائرا من اختار منكم!! ولكن موقف اليوم قد خدمني كثيرا.
قارئي العزيز : لا تخجل من وضعك وحياتك مهما كانت ولا تتصنع وكن على طبيعتك، وقل دائما الحمدالله، لان الله يريدك ويحبك كما انت عليه اليوم.
الْفَقِيرُ السَّالِكُ بِكَمَالِهِ خَيْرٌ مِنْ مُلْتَوِي الشَّفَتَيْنِ وَهُوَ جَاهِلٌ"