رواية الأخوين (كاملة جميع الفصول) بقلم Lehcen Tetouani
كان عدنان رجلا من البدو ذو فراسة وفطنة عندما وصل إلى باب المدينة سأل الحراس هل رأيتم شيخا أبيض اللحية بصحبة فتاتين ؟
قال أحدهم أتقصد الطبيب وجاريته ؟
أجاب هو بعينه
قال الحارس لقد كانا يركبان عربة وبصحبتهما بنت يبدو عليها الإعياء
قال العببد في نفسه: لن يكون من الصعب تتبع آثراهم
ركب حصانه وأسرع خلفهم وكان في كل مرة ينزل ويتچسس الأرض بيده ثم يواصل الطريق
في هذه الأثناء كانت كريمة تحث الثور الذي يجر العربة ليسرع قال لها الشيخ لا فائدة في ذلك لو أرسلو أحدا ورائنا فسيلحقنا على مشارف الغابة
ردت عليه أعرف ذلك جيدا لهذا السبب علينا أن نصل بسرعة ونفرغ العربة من حمولتها ونضع فيه بعض الحجارة ونترك الثور يسير وحده ناحية الأراضي الرخوة ولو علق فيها إنسان فستبتلعه
تعجب الشّيخ من دهاء هذه الفتاة رغم صغر سنها وقال لها: سأنزل وأمسك بزمام الثور فالعربة ستصبح أخف وأسرع بعد فترة دخلوا في الغابة وأفرغوا ما فيها وأخفوه بأوراق الشّجر وجعلوا عليها علامة Lehcen Tetouani
بعد ذلك قالت سنضع أحجارا في العربة قبل إطلاق الثور ولو أن هناك من يتبعنا فلن يحس أنها فارغة الآثار على الأرض ستظلّ غائرة ثم ضړپټ الثور الذي أكمل طريقه أما هم فأخذوا طريقا آخر يقودهم إلى كوخها على شجرة التوت قرب المستنقعات
وصل العبد إلى الغابة ونظر إلى الأرض وإتبع العربة وهو لا يدري أنه يتجه إلى فخ محكم
أما كريمة ورفاقها فإنهم مشوا بسرعة وبعد ساعة وجدوا صفي الدين والعبيد في انتظارهم على أحر من الجمر
أخبرتهم بم حصل فقال الأمير: سيرافقني عشرة منكم لنأتي بالعربة والثور ونرجع للبحث عن الحمولة بين الأشجار لما وصلوا إلى الأرض الرخوة وجدوا العربة قد غطست إلى النصف في الطين وسمعوا صياح رجل
ولما نظروا إليه لم يبق سوى رأسه وذراعيه ظاهرين قالت كريمة: لا شك أنه من أعوان يعقوب الذي أرسلهم خلفنا سنتركه يهلك لكن عدنان ترجاها أن تساعده ووعد بأن يخدمها
قال له صفي الدين: سننقذك لتعلم أننا لا نقتل الناس مثلما يفعل سيدك ورمى له العبيد حبلا تعلق به ولما خرج
قالوا له: الآن أغرب عن وجوهنا وإياك أن تحاول الإقتراب من الغابة
لكنه جثا على ركبتيه وقال للأمير: أنا عبدك وتحت أمرك وأعرف كيف أرد لك الجميل سأحتال على سيدي يعقوب وأجعله يأتي إليك فتقبض عليه وتأخذ بثأرك منه
أجاب صفي الدين: سأفكر بشأنك أما الآن سنشد وثاقك لنضمن أنك لن ټھړپ لسيدك وتخبره بحالنا
.....بنى العبيد أكواخا كبيرة وأحاطوها بسور من جذوع الأشجار ووزع الأمير الطعام على أهل القرية التي أحرقها يعقوب وطلب منهم السكن في الأكواخ التي بناها
وبدأ أمر صفي الدين يعظم وسمعت القرى المجاورة ووعدته بالمساعدة أعطاها سـ،ـلاچا وطلب منها الإغارة على قوافل يعقوب وكل ما ييأخذون يكون رزقا لهم وغنيمة
وبلغت يعقوب الأخبار بأن ثلاثة من قوافله قد نهبت فأمر أن تتوقف حتّى يجد حلا ثم أتى للسلطان وطلب منه أن يرسل جيشا ليطارد قطاع الطرق حول الغابة والمستنقعات
فأخبره أن ذلك يحتاج للوقت والمال غضپ يعقوب فهو يعلم أن السلطان لا يحبّه،فرغم ثرائه لا يدفع سوى مقدارا ضئيلا من الضرائب ونتيجة لذلك فخزائن المملكة فارغة
بعد أيام قال صفي الدين لكريمة: الآن بإمكاننا العودة لا بد أن يعلم أبي ما حصل وستخبره لمياء بالحقيقة لن يقدر أحد أن يمنعنا فالكثير من القرى الفقيرة أخذت نصيبا من قوافل يعقوب وإنضمت إلينا ووعدتها بالمزيد من أمواله وجيش أبي ضعيف وسيفتح الأبواب إذا علم برجوعي وعلي أبهّة الملوك
أما يعقوب فستكون مفاجئة له فهو يعتقد أني غرقت
كل شيئ يجب أن يتغير لقد سجن ظلما الكثير من التجار وتسبب في إفلاسهم وأنا سأطلقهم وأرجع لهم أموالهم
لن أترك رجلا واحدا يتحكم بتجارتنا وسأعطي البذور للفلاحين لكي يزرعوا ويحصدوا وسنأكل من أرضنا ولا نشتري القمح من غيرنا أبي شخص مسالم وهو لا يصمد أمام إغراءات وهدايا ذلك الوغد وحالة المملكة تعرفينها: الفقر والجوع وضعف التّدبير.
لم يلاحظ الأمير أن العبد عدنان كان يستمع إليه بإهتمام رغم أنه كان مقيدا في شجرة بعد ذلك إقترب منه أحد القرويين فهمس له العبد شيئا ثم إنصرف دون أن يحدث صوتا