حكاية البخيل و فقراء القرية
من قصص الحكمة
لا تأجّل عمل الخير إلى الغد
يحكى أنّ عجوزاً أوسع الله في رزقه ،لكنه كان رغم ذلك بخيلا، واشتهر بذك بين الناس ، بلغ الرجل من العمر عتيا ،وبدأ ېخاف من المۏت،و كان الناس في ذلك الزمان معدمين، ومغلوبين على أنفسهم، و كانوا بأمسّ الحاجة إلى المساعدة ذلك الأمر جعلهم يحقدون على الأغنياء البخلاء الذين عاشوا في قصورهم بعيداً عن مآسي الناس و حزنهم، وفقرهم الشديد .
أحد الأيام لام أحد الحكماء العجوز على بخله ،وقال له في الآخرة لن ينفعك مالك، وانّ الصدقة مفتاح الجنة ،وعندما رجع إلى بيته إرتاع لما سمعه وقال لنفسه : لقد بلغت ثمانين عاما ولم تتصدق بدرهم ، ماذا بقي لك من الدنيا ؟ انصرف و تخلص من هذا المال لعلّ الله يغفر لك ،و يكتب لك الجنة .
في الصباح حمل عدة صرر من الدنانير ،و مشى بهما في وسط المدينة هو واثق من نفسه، فرأى طفلاً يلعب بالحصى، فأخذ صرة و نادى عليه لكي يأخذها، لكن الطفل رفض ذلك ،وقال : أبي طلب منّي أن لا آخذ مالاً من الغرباء .فقال البخيل في نفسه : يالك من غبّي، الأطفال لا يعرفون قيمة المال .فانطلق البخيل إلى بائع أواني فخارية، و قال له سأعطيك صرّتين من المال ،فقال له صانع الفخار : : أتستهزأ بي ؟ أنت تخاف على القرش و تمنع الإحسان، دعني أكمل عملي.انطلق البخيل مسرعاً مغتاظاً، و توجه إلى مكان آخر، و هناك صادف عجوزا يبيع الماء ، و قال له : خذ يا هذا ،ثلاث صرر من الدنانير و توقف عن هذا العمل المتعب!