الخميس 21 نوفمبر 2024

سائق التوكتوك بقلم / ريم السيد المتولي

موقع أيام نيوز

سائق التوكتوك
اتفق أحد الآباء مع سائق (توكتوك) لتوصيل أولاده يوميًا  إلى المدرسة وإعادتهم ، وبعد أسبوع سأل الأب ابنه الأكبر عن السائق ، فأجابه الابن :
-رجل على خلق ويأتي في الموعد لكن ...
قال الأب بقلق :
-لكن ماذا ؟ 
-في كل مرة يصطحب معنا ابنه صاحب العامين .
قال الأب :
-لا مشكلة يا ولدي ربما عنده بعض الظروف هذه الأيام  فلنترك له فرصة .

بعد يومين يسأل الأب ابنه فيجيبه الابن أن السائق لازال يصطحب طفله معهم ، التقى الأب مع السائق يسأل أحواله بطريقة لبقة :

-شكرًا لك أولادي يمدحون فيك وفي أخلاقك .

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

يقول السائق على استحياء :
-شكرًا هم أحبابي والله يعلم .

يسأل الأب بهدوء :
-هل يأتي معهم طالب آخر ؟
يجيب السائق :
-طالب آخر !

ثم يردف :
-تقصد ابني !
ثم يغطي الحزن وجهه ويقول :
-ابني شديد التعلق بي وقد تُوفيت أمه  قبل عام ونصف ، وللأسف الحجرة التي أسكنها أعلى سطح إحدى البيوت ليست آمنة للحد الذي يجعلني أترك ابني وحده فيها صباحًا ، لذا أصطحبه معي طوال الوقت .

ثم قال في حزن أكبر :
-هل يضايقهم ذلك يا باشا ؟

بسرعة قال الأب الذي انفطر قلبه وهو يرفع عنه الحرج :
-لا لا أبدًا بالعكس هم يحبون الولد كثيرًا لدرجة أنهم قاموا بشراء ملابس وألعاب له وأردت سؤالك عن أهله لنرسل له الهدايا ، وبما أنه ابنك سيقوم الأولاد بتسليم الهدايا لك .

كاد الرجل يبكي من فرحته قائلًا :
-اللهم بارك في اولادك .
بقلم / ريم السيد المتولي 
قصة من سلسلة :
#قلوب_رحيمة