كاليندا ـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
كاليندا
بقلم ولاء رفعت
أخذت تردد آيات الله لاسيما آية الكرسي و تتحاشي النظر إلي تلك المباني المخيفة مهلا هل سمعت للتو صوت خطوات تتبعها!
ألتفتت خلفها لم تري شيئا تردد الصوت مرة أخري فوقفت لتلتفت مرة ثانية فانتفضت بفزع عندما قفزت قطة سوداء من إحدى النوافذ المفتوحة
من منزل مهجور حينها صړخت و استعاذت بالله في نفسها و بمجرد أن استدارت إلي وجهتها اصطدمت بأخر شخص تتمني رؤيته وكادت تصرخ لكنه أسرع كفه علي قائلا بټهديد
هزت رأسها وهي تحاول إبعاد يده عن فمها لكنه أمسك كفيها الرقيقين معا ودفعها إلي جدار من الطوب اللبن ومازال يكمم فاها
كنتي فاكراني بهزر ولا بهرتل بأي كلام
لما كنت پهددك المرة اللي فاتت لاء يا شمس ده مش أنا مش حمزة السفوري اللي تيجي علي آخر الزمن حتة بت ملهاش لازمة زيك تعلم عليه أنا اللي بقول للبنات لاء وعمري ما واحدة فيهم قالت لي لاء أنا اللي بقول سمعاني
أنا هاشيل أيدي بس و حياة أمي لو صوتي أو عملتي حركة كده ولا كده هتلاقي المطواه الحلوة دي بتشقك نصين ها
أومأت له بهمهمة فسحب يده وبدأت بالتحدث بصوت مخټنق بالبكاء
أنت عايز مني إيه دلوقت! هو الجواز بالعافية أنا رفضتك عشان ما بحبكش ترضي حد يغصبك علي حاجة وتعملها
و أنا ما اتحبش ليه يا بت! ناقص إيد ولا رجل! معايا فلوس تشتري عيلتك وعيلة الحيوان المخطوبة ليه
أجابت وهي تنظر إلي المدية الموضوعة علي نحرها بحذر و خوف
مش كل حاجة الفلوس يا حمزة أنا رفضتك بسبب أخلاقك الزفت ما بتحترمش حد و مقضيها صياعة وبلطجة ده غير القرف اللي بتشربه ولا ثانويه عامة اللي كل شويه تسقط فيها واللي قدك خلصوا جيش وبيشتغلوا وبيكسبوا بعرق جبينهم مش زيك عايش علي فلوس أبوك
ما هو لو كنتي وافقتي عليا كنت بطلت علي أيديكي وأديني جيت لك دلوقت وبقولها لك لآخر مرة يا شمس سيبك من الواد ده وتعالي نتجوز وهخليكي ملكة هخلي أبويا يبني لينا بيت كبير في المدينة نعيش فيه بعيد عن الكفر والعالم المعفنة اللي هنا
أبعد عنها وأخفضه
ها قولتي إيه كلمة واحدة بس هتخليني خاتم في صباعك
نظر إلي هاتفها الذي يظهر من جيب ثوبها فأخذه و ملامح الشړ منبلجة علي وجهه الكريه كأنه الشيطان ذاته بل تفوق عليه
مش هانسي أصور اللحظات دي صوت وصورة عشان
أبعتها لعريس الغفلة يتفرج علي حرمه المصون وأنا
الشاغر والفراش المرتبة تدل على إنها لم تعد حتي هذا الوقت
تناولت هاتفها لتجري اتصالا لابنتها لكن أعطاها رسالة صوتية غير متاح هيهات و تذكرت إسراء صديقتها فأجرت عليها الاتصال
ألو يا إسراء أنا خالتك أم شمس هي معاكي ولا لسه ماخلصتوش
أجابت الأخري بعد أن تثائبت
أنا ما روحتش المراجعة يا طنط وقولت لها لما تخلص تصوري لي الملزمة وهي راجعة فممكن هتلاقيها أتأخرت بسبب التصوير أول ما ترجع طمنيني عليها
ماشي يا حبيبتي أبقي سلميلي علي ماما وبابا وأخوكي وأنا أول ما ترجع إن شاءالله بالسلامة هخليها تكلمك مع السلامة
وصل إلي منزله و تسحب علي أطراف قدميه حتي وصل إلي غرفته و دلف إلي الداخل زفر
بأريحية لكن سرعان ما تبددت تلك الراحة إلي الفزع عندما كاد يضغط علي زر الإضاءة ووجد والدته تجلس علي الكرسي ترمقه پحده قائلة
داخل تتسحب زي الحراميه كده ليه طبعا زي عادتك تلاقيك عامل مصېبة وخاېف أبوك يقفشك
رد عليها بحنق وحده
هي دي حمدالله علي سلامتك يا بني!
نهضت واقتربت منه ثم ضغطت علي زر الإضاءة كادت تتحدث لكن شهقت عندما رأت چرح رأسه وثيابه الملطخة بالتراب
مين اللي عمل فيك كده
ولي لها ظهره يتهرب من النظر في عينيها مجيبا
دي خناقة ما بين أصحابي وبين مصايبك وبلاويك اللي صهينت عليها وأبقي ساعتها يا حيلتها أبقي أنزل زي الرجالة وأشتغل
صاح بتمرد وهو يشيح بيديه في وجهها
يوه هو أنا مش هاخلص من أم الأسطوانة بتاعتك دي قولت لك أنا حر و راجل أعمل اللي أنا عايزه
لاء يا روح أبوك مش حر طالما بتضر نفسك وهتضرنا معاك يعني تسوي إيه لما الولية اللي أسمها زينب ديك النهار تيجي تهددني وتدعي علينا في قلب بيتي بسببك تبقي عايزني أعملك إيه!
انبلجت ابتسامة وقحة علي ملامحه فقال
أطمني عمرها ما هتعمل كده تاني ده يمكن تلاقيها جايه لك الصبح تبوس رجلك عشان تسامحيها
قصدك إيه باللي قولته ده يا ولاه
مازالت الابتسامة علي وجهه القبيح فأجاب
هاتعرفي كل حاجة بس عايزك تعرفي إن إبنك مفيش قوة في الدنيا تقدر تمنعه لو عايز يعمل الي في دماغه و أدي أخرة الي يتحداني
غادرت هذا المنزل المشؤم و سارت نحو الطريق تتمني أن لا تري أي مخلوق حتي لا يفتضح أمرها من هيئتها المزرية مع كل خطوة تمزق في القلب و عبرات تذرفها عيون يملأها الانكسار والهزيمة
يفتح باب المنزل وفي يده هاتفه ينظر إلي الشاشة منتظرا إجابتها و بيده الأخرى يحمل حقيبة هدايا
و قبل أن يدخل في غرفته وجد شقيقته تخرج من غرفتها تقول
حمدالله علي السلامة يا آبيه
وضع هاتفه في جيبه بسأم وأجاب عليها
الله يسلمك هي شمس كانت معاكي النهاردة
أجابت والتردد ينبلج علي ملامحها خاصة نظرات عينيها
كنا مع بعض بعد الامتحان وقالت لي إنها هاتروح المراجعة وأنا ماقدرتش أروح معاها عشان كنت مطبقه ومنمتش و
صمتت عندما استشعرت من نظراته وحواسه إنه ينتظر إجابة أخري فقال لها
شمس ما بتردش من الصبح علي موبايلها لحد ما قفلته بقي لها يجي ساعه أو أكتر هي زعلانة مني أو فيه حاجه حصلت
أنا معرفش حاجة بس طنط زينب لسه مكلماني و بتسألني عنها
قطب حاجبيه وسألها
هو المفروض المراجعة تخلص الساعة كام
الساعة سابعة أصلي طلبت منها تصور لي الملزمة بعد ما تخلص فممكن ده أخرها لحد دلوقت
زفر بضيق ونظر إلي ساعة يده ثم قال
يارب مايكونوش ناموا
أوقفته شقيقته و سألته
أنت رايح لها
أجاب ويهم بالمغادرة
اه لو ماما صحيت وسألت عليا قولي لها رايح
أقعد معاهم شوية وراجع تاني
و في منزل عائلة شمس تجول والدتها الردهة ذهابا وإيابا تردد بتوسل
جيب العواقب سليمة يارب رجعها لي بالسلامة يارب
صمتت وتذكرت تعرض حمزة لابنتها و أكبر ما تخشاه أنه يكون سبب تأخرها ربما أقترف بها مكروها
انتبهت إلي صوت فتح باب المنزل لتجده زوجها الذي نظر إليها باستفهام و سألها
مالك فيه إيه خير
أجابت بتردد
شمس من وقت ماخرجت ما رجعتش لحد دلوقت وموبايلها مقفول
إزاي
صاح زوجها لكن دخول شمس من الباب الذي كان غير مقفل و مظهرها المزرى ودموعها المنسدلة جعل كليهما و كأن الطير حطت علي رؤوسهم وقبل أن يتفوه احدهم لها بحرف أسرعت
إلي داخل غرفتها و أوصدت الباب من الداخل بالمفتاح
ركض كليهما يطرقان الباب
شمس أفتحي يا بنتي إيه اللي حصلك وبهدلك كده يابنتي
قالتها والدتها وتدعو الله في قلبها أن يخيب ظنها وحدسها
أفتحي يا شمس يا بنتي إحنا مش ھنأذيكي يا قلب أبوكي طمنينا عليكي يا حبيبتي
قالها والدها و بداخله ۏجع ېمزق قلبه يتمني ما أستشفه من مظهرها أن يكون مجرد وهم
أوقف وصلة توسلاتهم لابنتهم رنين جرس المنزل برغم إن الباب مفتوحا ليجدوا الزائر آخر شخص تمنوا وجوده في هذا التوقيت
أستقبله السيد محمد قائلا
أهلا يا أحمد يا بني أتفضل
أجاب الأخر مبتسما
آسف يا عمي علي الإزعاج لو كنت جيت في وقت مش مناسب ومتأخر بس كنت حابب أطمن علي شمس وأديها هدية عيد ميلادها بنفسي
أشار له بعد تردد بالدخول
مفيش إزعاج ولا حاجة أنا لسه راجع من بره كان عندي ورديه زيادة
خلع نعليه بالخارج ثم دلف إلي ردهة استقبال الضيوف وجلس جلس حماه مقابله ولكي يلهيه عن أجوائهم سأله
عامل إيه يابني في شغلك
الحمدلله تمام مفيش شغل من غير راحة بس لازم الواحد مننا يعمل الي عليه كمان داخلين علي فرح ومسئولية
ربنا يقويك ويعينك ويعدي أيامكم علي خير
وأمام باب غرفتها تهمس والدتها حتي لا يصل صوتها إلي الذي يجلس في الخارج
أفتحي يا بنتي أبوس إيديكي خطيبك بره شكله جاي يطمن عليكي
اخترقت أذنيها كلمة خطيبك كيف وماذا ستخبره و ما الذي ستقوله
هل ستخبره بأن هناك من أقتنص ڠصبا واقتدارا شرف من ستصبح زوجتك بعد أيام! أم ستقول أنه سيصبح حديث أهل القرية وربما القري المجاورة!
انتفضت من مكوثها ويدها تمتد نحو الهاتف الذي ظنته خاصتها فوجدته هاتف ذلك اللعېن ألقته وكأنه شيئا مقززا وألقت فوقه الغطاء نهضت بثقل تتحمل علي آلامها وذهبت تفتح الباب إلي والدتها التي دلفت علي الفور فارتمت الأخرى بين ذراعيها وأخذت تبكي و تردد
أنا ضعت يا ماما
أخذت تكررها فعانقتها والدتها بقوة لتمنعها من البكاء وترديد ما تقوله حتي لا يصل صوتها إلي الخارج
كفاية يا شمس كفاية يا بنتي خلاص
حقك عليا يا ضنايا حقك عليا يا نور عيني
وبالخارج قد مل أحمد من انتظارها وخاصة بعدما أخبره حماه بأنه علم من زوجته إن ابنته عادت من الخارج تشعر بالتعب والإرهاق
نهض وقال
عن إذنك بقي يا عمي و هابقي أجيلها بكرة إن شاء الله نحتفل بعيد ميلادها
البيت بيتك يا بني تشرف في أي وقت أبقي سلم لي علي الحاج والحاجة
يوصل إن شاء الله
قالها وذهب نحو باب المنزل استعدادا للمغادرة ثم ألتفت قبل أن يفتح الباب وقال
معلش يا عمي أتفضل حضرتك أبقي أدي الهدية البسيطة دي لشمس لما تصحي
ربت محمد علي ذراعه بابتسامة عكس الألم الذي يشعر به من مصير ابنته
ربنا ما يحرمها منك يا بني
و بعد تبادل السلام غادر الأخر أتجه محمد إلي غرفة ابنته وقبل أن يطرق الباب و قف متسمرا في مكانه عندما وصل إلي سمعه صوت ابنته وهي تبكي بحړقة وتقول
صاح هذا البغيض في وجهها قائلا
مسكينة! الله يرحم لما كنتي بتقطعي في فروتها و علي يدك كنت ومازالت لحد ما قبل أعمل عملتي فيها كنت رايدها في الحلال لكن هي اللي رفضتني وراحت لحتة الواد المعفن