السبت 23 نوفمبر 2024

المأمون وصاحب الشرطة

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

قال صاحب الشرطة: كنت ذات  يوم مع المأمون و جيئ بشخص مكبل، قال لي خذ هذا إلى دارك و احضره صباحا لاقطع رأسه ، فأمرت الشرطة بنقله إلى داري ، و أمضيت بقية وقتي مع المأمون ثم انصرفت إلى داري لأنام، و حين وصلت البيت قلت لأرى من يكون هذا الشخص.
فجئته و قلت من تكون أيها الرجل ؟ قال انا من الشام و أهلها خير فقلت: أتعرف فلان ابن فلان ؟
قال:و من أين تعرفه ؟
قلت لي معه قصة.
قال:لا أخبرك عنه إلا اذا قصصت لي قصتك معه.
قلت: كنت صاحب شرطة في الشام و حصلت ثورة فقتل الوالي و تدليت من الدار و حين وصلت الأرض فريت و التجأت الى دار شخص لا أعرفه فبقيت عنده اربعة شهور يقدم لي كل يوم طعاما شهيا وملابس نظيفة و أنا لا أعرفه و هو لا يعرفني.

ذات يوم قلت له أريد أهلي في العراق، قال إن القافلة ستبحر بعد ثلاثة ايام و أنا أخبرك.
و بعد ثلاث أيام جاءني و  قال هيئ نفسك  فالقافلة على أهبة السفر.
بدأت أفكر كيف لي بالسفر و أنا لا أحمل مالا و لا نقيرا و بينما أنا أفكر جاءني و هو يحمل حزاما يسمى هميان و فيه سيف مدلى ، قال هذا الهميان فيه خمسمائة دينار هي مصرفك للطريق ، و هذا الحسام سلاح لك و هذه الفرس لتركبها و هذا الخادم لخدمتك و هذا البغل محمل من نفائس الشام هدية منا لاهلك.
و تلك والله منة و أنا أتعقب أثره لعلي أثيب بعض  هذه المنة.
قال: أنا هو 
فأبصرت في وجهه فإذا هو بصاحبي فأرسلت إلى حداد كسر قيده و أدخلته الحمام فاغتسل  و ألبسته ملابس نظيفة و قلت له هذه ألف دينار و هذه فرسي خذها و اذهب و دعني أصارع المأمون.
قال: والله لن افعلها!
قلت: لماذا ؟

انت في الصفحة 1 من صفحتين