جحا ولهيب الشمعه
جحا و لهيب الشمعة
كان جحا يجلس مع أصدقاءه في أحد المقاهي
يحكي لهم نوادره و حكاياته و كان يجلس بجواره صديقا له يرتعش من شدة البرد
إبتسم جحا و قال لهم إن البرد لا يضايقني و لا يؤثر فيا و أنني على إستعداد أن أقضي الليل بطوله دون غطاء أو أي تدفئة !
فقال له أصدقاؤه إذا إستطعت أن تثبت لنا صدق ما تدعيه
سيدعوك كل منا الى وليمة فاخرة فى بيته و إذا فشلت في هذا التحدي
ستقوم بدعوتنا جميعا الى وليمة فى بيتك لمدة أسبوع !
فرد جحا لا باس قد قبلت الرهان
و قالوا له سوف نراقبك للصباح
و في الليل و الجو قارس البرودة وقف جحا فى قلب الميدان و المطر ينهمر عليه
فأوفوا لي بما وعدتموني به ضحك أصدقاؤه و قال له أحدهم لقد رأينا شمعة مشټعلة من نافذة على بعد مائتي متر من مكان وقوفك و هذا معناه أنك كنت تستدفئ بلهيبها طيلة الليل !
أخذ جحا يضرب كفا على كف قائلا
يا قوم هل يعقل هذا لهيب شمعة على بعد مائتي متر يدفئ إنسانا في قلب الميدان رد عليه
لا تتنصل يا جحا من دعوتنا الى وليمة فاخرة فى بيتك ! لقد خسړت الرهان و هنا طرأت فكرة في ذهن جحا
ستجدون بها لحما و دجاجا مشويا و أرزا و عليكم الصيام من الان
لما بالوليمة ما لذ و طاب من طعام و شراب و فى اليوم التالي
جلس الأصدقاء في دار جحا ينتظرون الطعام وقد مرت ساعة
قال أحدهم أين الطعام يا جحا لقد قرصنا الجوع
فابتسم جحا و قال مهلا يا أصدقائي الطعام سيكون جاهز بعد قليل
عليكم الإنتظار قليلا !
فنظر أحد الأصدقاء نحو فناء الدار فوجد جحا جالسا فسالوه
ماذا تفعل هنا ياجحا
فرد عليهم بسخرية أطهو الطعام
فعلت الدهشة ملامح الأصدقاء و قالوا له
أصابك خلل في عقلك يا جحا أتستطيع هذه الڼار الضعيفة أن تطهو هذا القدر الضخم المعلق في الشجرة على هذه المسافة الطويلة فابتسم جحا قائلا
مثلما إستطعت أن أستدفئ بلهيب شمعة على بعد مائتي متر ! .