رواية( بنت الوداي) للكاتبة سلمي سمير
انت في الصفحة 1 من 49 صفحات
#بنت_الوادي
#مقدمة_الاحداث
#اول_الطريق
وقفت فرحه امام مرآتها تهندم من نفسها وتجدل شعرها ضفائر كادت ان تصل الي النصف الاسفل من ظهرها، تأملت ملامحها الجميلة التي جعلت كل شاب في البلد يقع صديع هواها، لكنها لم تري فيهم الا ابن عمها فاروق الذي ستزف اليه بعد اسيوع؛
رغم عدم ظهور نتيجتها في امتحان دبلوم الزراعة
التي انتهت منه من اسبوع وحدد ابيها بعدها زفافها،
كانت تعلم جيدًا انها جميلة لكن ما جعل جمالها يزيد هو شدة حياءها وطبعها الحامي الذي لم يجعلها تقبل من احد ان يغازلها، لهذا طبلت بمن هام بها عشقًا وتقدم سريعًا خوفًا من تقديم الخطاب اليها بعد ظهور نتيجتها، فجهز داره ومهره الذي كان كبير عن كل بنات البلد وقتها، وطلب من عمه الاسراع في عقد قرأنهم وزفافهم حتي يقطع علي الجميع خط الرجعه في طلب الزواج منها
الجواز للبنات ستره، وده ابن عمها واولي الناس بيها ومن الاخر كده بنتك ريداه وموافقه عليها
وافق الاب علي مضض ليس رفضًا لابن اخيه الراحل الموظف في بنك التسليف الزراعي والذي سيوفر لها حياة كريمه،لكن لان فرحه هي ابنته الوحيدة والكبيرة علي ثلاث من الفتيان اصغر منها عمرًا
ثم تنهدت براحه وهي تقيم مظهرها المتدين، بعد ان ربطت ضفائرها في بعضهم البعض ولفت طرحتها علي شعرها الحريري وارتدت فستان طويل يغطي كعب قدماها، ولا يظهر من ها شئ وقالت محدثا نفسها بسعادة وتلقائية:
اه يا فرحه والله انت خسارة في البلد دي بس مش خسارة في فاروق سيد الرجالة اللي شاريني بالغالي
رفعت يداها الي السماء ودعت ربها برجاء:
يارب اجعلنا وش الخير عليه واسعدني بيه واسعده بيا واكتبلنا الخير مع بعض وارزقنا الخلف الصالح
اه يا مقرودة بتدعي لفاروق وبتفكري في الخلف، من دلوقتي، مستعجله علي ايه، اصبري لما تبقي حلاله
وادعي براحتك
تركت فرح مرآتها التي لم تكن الا جزء مکسۏړ من مرآه عثرت عليها في فناء المدرسة ذات يوم، فاخذت كي تزين وتري نفسها فيها كم تفعل كل الفتيات في سنه، ودنت من والدتها واحټضنها بحب:
والله ما حكاية مستعجلة، بس هي كده الدعوة علي بعضها المهم ابويا جه من الغيط ولا لسه، علشان نلحق ننزل المركز ونرجع طبل المغربية،
امسكتها والدتها من اذنها تحت الطرحه وقالت:
ابعدت فرحه يده امها عن اذنها وطبلتها قائله بتودد:
والله ابدا يا اما لا استعجال ولا حاجه، بس عايزه اخف حملي من عليكم، فاروق عايش لوحده مع امه وماشاء الله قرشه حلو بيكفي ويزيد،
وبويا لسه تلاته في رقبته غيري ربنا يقدره عليهم، وفين وفين لما الست هانم بتطلبك منك تخدميه وترضيكي بقرشين بيسدو معانا
صمتها امها الي صډړھl ونزلت دمعه من عيناها وقالت:
علي عيني يا بنتي اجوزك وانت لسه صغيره، بس فعلا المعايشة بقت صعبه واللي جاي مش بيكفي، واهو ربنا كريم غفير العزبة بتاعت الهانم بعت لبوكي شكلت الست وصلت بالسلامه
لو كده من الفجرية هروح ليها واللي هتدهوني هكمل بيه شوارك متقلقيش، هو بس فاروق لو كان يصبر شهر كمان كنت خلصت جهازك
ابتسمت فرحه ردًا علي حب امها وسعيها لان تاتي لها بكل ما يجعلها تتباهي امام زوجها وحماتها التي تعلم جيدًا انها لن تكون كأم لها،لعدم رضاها عن زواج ابنها الموظف الميسور الحال، ببنت فلاح اجري فقير رغم كونه عمه الوحيد وهي ابنة عمه؛
لكن عشق وحب فاروق الجارف لها كان الحاسم بينهم ورضخت بالموافقة لكنها لا تنتظر منه خير
كفكفت ډمۏع امها التي تبكي فراقها رغم فرحتها بها وتزويجها لمن سيقدرها حق قدرها وقالت:
ياست الكل كفاية انكم ربتوني وعلمتوني هو كان يطول، وكمان متقلقيش عليا من سلفتك ست اخوات
انا هراضي ربنا فيها علشان خاطر جوزي، حتي لو زعلتني يكفيني فاروق يرضيني
واخذت تمازحها الي ان جعلتها تضحك بمرح اكملت:
متقلقيش عليا يا ست الكل فرحه تربية ايدك وتعرف في الاصول كويس، واوعدك اشرفك حتي لو من غير شوار، فاروق شاريني وعمره ما هيبخل عليا